للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان قد أوصى لها بمائة درهم.

٨٢٩* قال أبو عمرو بن العلاء: كان الفرزدق يشبّه (من شعراء الجاهلية) بزهير.

٨٣٠* وأمّا النّوار امرأة الفرزدق فهى ابنة أعين بن ضبيعة المجاشعى، وكان علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه وجّه أباها إلى البصرة أيام الحكمين، فقتله الخوارج غيلة، فخطب النّوار رجل من قريش (وأهلها بالشأم) ، فبعثت إلى الفرزدق تسأله أن يكون وليّها إذ كان ابن عمّها، (وكان أقرب من هناك إليها) ، فقال: إنّ بالشأم من هو أقرب إليك منى، ولا آمن أن يقدم قادم منهم فينكر ذلك علىّ، فأشهدى أنك قد جعلت أمرك إلىّ، ففعلت، فخرج بالشهود وقال لهم: قد أشهدتكم أنّها قد جعلت أمرها إلىّ، وإنى أشهدكم أنى قد تزوّجتها على مائة ناقة حمراء سوداء الحدق، فذئرت من ذلك [١] ، واستعدت عليه، وخرجت إلى عبد الله بن الزّبير، والحجاز والعراق يومئذ إليه، وخرج الفرزدق، فأمّا النّوار فنزلت على خولة ابنة منظور بن زبّان الفزارىّ امرأة عبد الله ابن الزبير، فرقّقتها وسألتها الشفاعة لها، وأمّا الفرزدق فنزل على حمزة بن عبد الله بن الزبير، ومدحه، فوعده الشفاعة له، فتكلّمت خولة فى النّوار، وتكلّم حمزة فى الفرزدق، فأنجحت خولة (وخاب حمزة) ، وأمر عبد الله بن الزبير أن لا يقربها حتّى يصيرا إلى البصرة، فيحتكما إلى عامله، فخرج الفرزدق فقال:

أمّا بنوه فلم تنجح شفاعتهم ... وشفّعت بنت منظور بن زبّانا

ليس الشّفيع الذى يأتيك مؤتزرا ... مثل الشّفيع الذى يأتيك عريانا

وماتت النّوار بالبصرة مطلّقة منه، وصلّى عليها الحسن البصرىّ رحمه الله.


[١] ذئرت: غضبت وفزعت.

<<  <  ج: ص:  >  >>