للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٨٣١* قال أبو محمد: ولما هجا الفرزدق بنى منقر لسبب ظمياء، وهى عمّة اللّعين (الشاعر) المنقرى [١] ، فقال:

وأهون عيب المنقريّة أنّها ... شديد ببطن الحنظلى لصوقها [٢]

رأت منقرا سودا قصارا وأبصرت ... فتى دارميّا كالهلال يروقها

فما أنا هجت المنقريّة للصّبى ... ولكنّها استعصت عليها عروقها

استعدوا عليه زيادا، فهرب إلى المدينة وعليها سعيد بن العاصى، فأمّنه وأجاره وأظهر زياد أنّه لم يرد به سوءا، وأنّه لو أتاه لحباه وأكرمه، فبلغ ذلك الفرزدق فقال [٣] :

دعانى زياد للعطاء ولم أكن ... لأقربه ما ساق ذو حسب وفرا

وعند زياد لو يريد عطاءهم ... رجال كثير قد يرى بهم فقرا

وإنى لأخشى أن يكون عطاؤه ... أداهم سودا أو محدرجة سمرا

٨٣٢* وخال الفرزدق هو العلاء بن قرظة الضّبّىّ، وكان شاعرا، وكان الفرزدق يقول: إنما أتانى الشعر من قبل خالى، وخالى الذى يقول:

إذا ما الدّهّر جرّ على أناس ... حوادثه أناخ بآخرينا

فقل للشامتين بنا: أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا

٨٣٣* وله يقول جرير:

كأن الفرزدق إذ يعوذ بخاله ... مثل الذّليل يعوذ تحت القرمل


[١] ستأتى ترجمته ٣١٤ ل. ومضت الإشارة إلى ظمياء ٤٦٢. وستأتى مرة أخرى ٣١٤ ل.
[٢] مضى البيت ٤٦٣.
[٣] القصة مفصلة فى تاريخ الطبرى ٦: ٣٤- ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>