للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشّرر عن أثوابه، أى: بطل هذا اللقب. وهذا مدح كالهجاء [١] .

٨٥٦* وقوله لسويد بن منجوف يهجوه:

وما جذع سوء خرّب السّوس وسطه ... لما حمّلته وائل بمطيق

فقال سويد: هجوتنى بزعمك فمدحتنى، لأنّك جعلت وائلا حمّلتنى أمرها، وما طمعت فى بنى تغلب منها [٢] .

٨٥٧* وممّا يستجاد من شعر جرير والفرزدق والأخطل:

قوله جرير لأبيه أو جدّه [٣] :

فأنت أبى لم تكن لى حاجة ... فإن عرضت أيقنت أن لا أباليا

وإنى لمغرور أعلّل بالمنى ... ليالى أرجو أنّ مالك ماليا

بأىّ نجاد تحمل السّيف بعدما ... قطعت قوى من محتمل كان باقيا

بأىّ سنان تطعن القوم بعدما ... نزعت سنانا من قناتك ماضيا

ألم أك نارا يصطليها عدوّكم ... وحرزا لما ألجأتم من ورائيا

وباسط خير فيكم بيمينه ... وقابض شرّ عنكم بشماليا


[١] فى الأغانى ٧: ١٧٥ أن سماكا قال له «يا أخطل أردت مدحى فهجوتنى، كان الناس يقولون قولا فحققته» ! وفيه ٧: ١٦٧- ١٦٨ أن الجلاح بن ضوء قال له: «لو أردت المبالغة فى هجائه ما زدت على هذا» !
[٢] رواية الأغانى ٧: ١٧٥ أن سويدا أخذ عليه هذا والذى قبله، قال له: «والله يا أبا مالك ما تحسن تهجو ولا تمدح! لقد أردت مدح الأسدى فهجوته، وذكر البيت السابق- وأردت هجائى فمدحتنى، جعلت وائلا حملتنى أمورها، وما طمعت فى بنى تغلب فضلا عن بكر» .
[٣] من قصيدة فى الديوان ٦٠١- ٦٠٦ والنقائض ١٧٢- ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>