أيوب الصائغ، وعبيد الله بن بكير التميمى، وعبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسى. وكان ثقة دينا فاضلا. وهو صاحب التصانيف المشهورة، والكتب المعروفة، منها: غريب القرآن، وغريب الحديث، ومشكل القرآن، ومشكل الحديث، وأدب الكتاب، وعيون الأخبار، وكتاب المعارف، وغير ذلك. سكن ابن قتيبة بغداد وروى فيها كتبه إلى حين وفاته. وقيل إن أباه مروزى وأما هو فمولده بغداد، وأقام بالدينور مدة فنسب إليها. قرأت على الحسن بن أبى بكر عن أحمد بن كامل القاضى قال:
ومات عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينورى فى ذى القعدة سنة سبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع، قال: ومات عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينورى صاحب التصانيف فجأة، صاح صيحة سمعت من بعد، ثم أغمى عليه ومات. قال المنادى: ثم إن أبا القاسم إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير الصائغ أخبرنى أن ابن قتيبة أكل هريسة فأصابته حرارة، ثم صاح صيحة شديدة، ثم أغمى عليه إلى وقت صلاة الظهر، ثم اضطرب ساعة ثم هدأ، فما زال يتشهد إلى وقت السحر، ثم مات، وذلك أول ليلة من رجب سنة ست وسبعين» .
(ومن الأخطاء العجيبة ما نقله الحافظ الذهبى) فى ميزان الاعتدال عن الحاكم أنه قال: «أجمعت الأمة على أن القتيبى كذّاب» ! فقال الحافظ الذهبى: «هذه مجازفة قبيحة، وكلام من لم يخف الله» . ونقل السيوطى أن الذهبى قال أيضا ردا على الحاكم:«ما علمت أن أحدا اتهم القتيبىّ فى نقله، مع أن الخطيب قد وثّقه، وما أعلم أن الأمة أجمعت إلا على كذب الدّجال ومسيلمة» !! (ومن ذلك أيضا ما نقل الذهبى فى الميزان:) رأيت فى مرآة الزمان أن الدارقطنىّ قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه ... وقال البيهقى: كان يرى رأى الكرّامية» .
و «الكراميّة» أصحاب محمد بن كرّام، وكان ممن يثبت الصفات إلّا أنه ينتهى فيها إلى التجسيم والتشبيه، تعالى الله عن ذلك. وهذه تهمة باطلة أيضا، لييس أدلّ على بطلانها من أن ابن قتيبة ردّ على المشبهة ردا قويا فى كتاب «تأويل مختلف الحديث» ص ٧- ١٣ من طبعة مصر سنة ١٣٢٦ هـ) ومن أنه ألّف جزءا خاصا فى الردّ عليهم، سماه