«الاختلاف فى اللفظ والردّ عل الجهمية والمشبهة» وقد طبعته مكتبة القدسى فى مطبعة السعادة بمصر سنة ١٣٤٩ هـ. وقد شهد شيخ الإسلام ابن تيمية لابن قتيبة بأنه من أهل السنة وكفى بشهادته شهادة، ذكره فى كتاب «تفسير سورة الإخلاص» فى ثلاثة مواضع، قال فى (ص ١٠٤- ١٠٥ من الطبعة المنيرية سنة ١٣٥٢ هـ) : «وهذا القول اختيار ابن قتيبة وغيره من أهل السنة، وكان ابن قتيبة يميل إلى مذهب أحمد وإسحق» . وقال فى (ص ١٢٠- ١٢١) : «وهذا القول اختيار كثير من أهل السنة، منهم ابن قتيبة وأبو سليمان الدمشقى وغيرهما. وابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحق، والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة، وله فى ذلك مصنفات متعددة.
قال فيه صاحب كتاب التحديث بمناقب أهل الحديث: وهو أحد أعلام الأئمة والعلماء والفضلاء، أجودهم تصنيفا وأحسنهم ترصيفا، له زهاء ثلاثمائة مصنف، وكان يميل إلى مذهب أحمد وإسحق، وكان معاصرا لإبراهيم الحربى ومحمد بن نصر المروزى.
وكان أهل المغرب يعظمونه ويقولون: من استجاز الوقيعة فى ابن قتيبة يتهم بالزندقة، ويقولون: كل بيت ليس فيه شىء من تصنيفه لا خير فيه. قلت: ويقال: هو لأهل السنة مثل الجاحظ للمعتزلة، فإنه خطيب السنة، كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة» .
وقال أيضا فى الرد على أبى بكر بن الأنبارى (ص ١٣٣- ١٣٤) : «وهو قصده بذلك الإنكار على ابن قتيبة. وليس هو أعلم بمعانى القرآن والحديث وأتبع للسنة من ابن قتيبة، ولا أفقه فى ذلك، وإن كان ابن الأنبارى من أحفظ الناس للغة، ولكن باب فقه النصوص غير باب حفظ ألفاظ اللغة. وقد نقم هو وغيره على ابن قتيبة كونه ردّ على أبى عبيد أشياء من تفسير غريب الحديث. وابن قتيبة قد اعتذر عن ذلك، وسلك فى ذلك مسلك أمثاله من أهل العلم، وهو وأمثاله يصيبون تارة ويخطؤون أخرى» .
وما بعد هذا الكلام كلام.
وقد قال ابن قتيبة نفسه فى كتاب «تأويل مختلف الحديث»(ص ٩٥- ٩٦) :
«ولا أعلم أحدا من أهل العلم والأدب إلا وقد أسقط فى عمله، كالأصمعى وأبى زيد وأبى عبيدة وسيبويه والأخفش والكسائى والفرّاء وأبى عمرو الشيبانى، وكالأئمة