بقومكنّ، فإنّه لا بأس علىّ، فقرّوا ظهرهم وارتحلوا، فنكس، فلم يزل مدنفا حتّى نزل بوادى القرى.
١٠٩٦* حدثنى ابن مرزوق عن ابن الكلبىّ عن أبى السائب المخزومىّ عن هشام بن عروة عن أبيه عن النعمان بن بشير قال: بعثنى عثمان أو معاوية مصدّقا لبنى عذرة، فصدّقتهم «١» ، ثم أقبلت راجعا، فإذا أنا ببيت حريد ليس قربه أحد «٢» ، وإذا رجل بفنائه مستلق على قفاه، لم يبق منه إلا جلد وعظم، فلمّا سمع وجسى ترنم بصوت حزين «٣» :
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه
الأبيات كلها، قال: وإذا أمثال التماثيل حوله، أخواته وأمّه وخالته، فقلت له: أنت عروة؟ قال: نعم، قلت: صاحب عفراء؟ قال: نعم، ثم استوى قاعدا، وقال: وأنا الذى أقول «٤» :
وعينان ما أوفيت نشزا فتنظرا ... بمأقيهما إلا هما تكفان «٥»
كأنّ قطاة علّقت بجناحها ... على كبدى من شدّة الخفقان