من كان من أخواتى باكيا أبدا ... فاليوم إنّى أرانى اليوم مقبوضا
يسمعننيه فإنّى غير سامعه ... إذا علوت رقاب القوم معروضا
سمعه بعض المحدثين فأخذه فقال:
من كان يبكى لما بى ... من طول وجد أسيس «١»
فالآن قبل وفاتى ... لا عطر بعد عروس
ثم رجع الحديث، قال: فبرزن والله يضربن وجوههنّ ويشققن جيوبهنّ، ثم لم أبرح حتّى مات، فهيّأت من أمره وصلّيت عليه ودفنته هذا معنى الحديث.
١٠٩٧* ولمّا بلغ عفراء موته قالت لزوجها: يا هناه، قد كان من أمر هذا الرجل ما قد علمت، وما كان والله إلا على الحسن الجميل، وقد بلغنى أنّه قد مات فى أرض غربة، فإن رأيت أن تأذن لى فأخرج فى نسوة من قومى فنندبه ونبكى عليه؟ فأذن لها فخرجت وهى تقول:
ألا أيّها الرّكب المخبّون ويحكم ... بحقّ نعيتم عروة بن حزام؟
فلا نفع الفتيان بعدك لذّة ... ولا رجعوا من غيبة بسلام
وقل للحبالى لا يرجّين غائبا ... ولا فرحت من بعده بغلام