للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمدحه بقصيدة، تشبيبها مائة بيت، ومديحها عشرة أبيات، فقال نصر: والله ما بقّيت كلمة عذبة ولا معنى لطيفا إلّا وقد شغلته عن مديحى بتشبيبك، فإن أردت مديحى فاقتصد فى النسيب، فأتاه فأنشده:

هل تعرف الدّار لأمّ الغمر ... دع ذا وحبّر مدحة فى نصر

فقال نصر: لا ذلك [١] ولا هذا ولكن بين الأمرين.

٥٥* وقيل لعقيل بن علّفة [٢] : ما لك لا تطيل الهجاء؟

فقال: يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.

٥٦* وقيل لأبى المهوّش الأسدى [٣] : لم لا تطيل الهجاء؟

فقال: لم أجد المثل السائر إلّا بيتا واحدا.

٥٧* وليس لمتأخّر الشعراء أن يخرج عن مذهب المتقدّمين فى هذه الأقسام، فيقف على منزل عامر، أو يبكى عند مشيّد البنيان، لأنّ المتقدّمين وقفوا على المنزل الدائر، والرسم العافى. أو يرحل على حمار أو بغل ويصفهما، لأنّ المتقدمين رحلوا على الناقة والبعير. أو يرد على المياه العذاب الجوارى، لأنّ المتقدّمين وردوا على الأواجن الطّوامى. أو يقطع إلى الممدوح منابت النرجس والآس والورد، لأنّ المتقدّمين جروا على قطع منابت الشيخ والحنوة والعرارة [٤] .


[١] س ب- هـ «لا ذاك» .
[٢] هو عقيل بن علفة المرى. كان شاعرا شريفا من غطفان. أخباره فى معجم الشعراء للمرزبانى ٣٠١- ٣٠٢ والأغانى ١١: ٨١- ٨٩.
[٣] «المهوش» بكسر الواو المشددة. وضبط فى ب فتح الواو. وأبو المهوش اسمه ربيعة بن وثاب. رجح صاحب الخزانة أنه شاعر إسلامى. وانظر الخزانة ٣: ٨٦: ١٤٢ والسمط ٨٦٣.
[٤] الحنوة، بفتح الحاء: نبات سهلى طيب الريح، وقال أبو حنيفة: الحنوة الريحانة.
والعرارة، بفتح العين: واحدة العرار، وهو نبت طيب الريح أيضا، وقال ابن برى:
هو النرجس البرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>