فعجبوا من ذلك واستحسنوه! فقال: يا أمير المؤمنين، أما قلت لك؟
وقال لهم: كيف يكون عجانه فى ظهره «١» !! ١٣٩٥* وقال أبو دلامة: كنت فى عسكر مروان أيّام زحف إلى شيبان الخارجىّ، فلمّا التقى الزّحفان، خرج منهم فارس، فنادى: من يبارز؟ فلم يخرج إليه أحد إلا أعجله ولم ينهنهه «٢» ، وأحجم الناس عنه، فغاظ ذلك مروان، فجعل يندب الناس على خمس مائة (درهم) ، فقتل أصحاب الخمس مائة، وزاد مروان فى ندبته، فبلغ بها ألفا، ولم يزل يزيد حتّى بلغ خمسة آلاف درهم فلم يخرج إليه أحد، وكان تحتى فرس لا أخاف خونه، فلمّا سمعت بالخمسة الآلاف ترقّبته، واقتحمت الصفّ، فلمّا نظر إلىّ الخارجىّ علم أنّى إنّما خرجت للطمع، فأقبل يتهيّأ إلىّ، وإذا عليه فرو له قد أصابه المطر فارمعلّ «٣» ، ثم أصابته الشمس فاقفعلّ «٤» ، وعيناه تزرّان «٥» كأنّهما فى وقبين «٦» ، فلمّا دنا منّى قال:
وخارج أخرجه حبّ الطّمع ... فرّ من الموت وفى الموت وقع