ورضاضها، وإذا نقّيت من ذلك جاد الحبل وصلب واشتدّ فتله، وأمن انتشاره، وإذا قتل على تلك الكسارة وذلك الرّضاض لم يشتدّ الفتل، وأسرع إليها الانتشار.
وأصل العجم: النّوى، شبّه ما يبقى من عيدان الكتّان فى مرائر الحبل به، وهذا مثل يضرب لكل شىء اشتدّ وقوى، فيقال: إنّه لذو مرّة، أى ذو فتل. وقال النبى صلى الله عليه وسلم:«لا تحلّ الصدقة لغنى، ولا لذى مرّة سوىّ»«١» ، أى لذى قوّة، كأنّ القوىّ من الرجال فتل. ثم يقال: ولا فتلت مرائره على عجم، أى لم يفتل إلا بعد تنقية من العيدان المتكسرة وبعد تنظيف.
١٤٧٣* وكان أبو نواس ومسلم اجتمعا وتلاحيا، فقال له مسلم بن الوليد:
ما أعلم لك بيتا يسلم من سقط! فقال له أبو نواس: هات من ذلك بيتا واحدا، فقال له مسلم: أنشد أنت أىّ بيت شعر شئت من شعرك، فأنشد أبو نواس:
ذكر الصّبوح بسحرة فارتاحا ... وأملّه ديك الصّباح صياحا
فقال له مسلم: قف عند هذا البيت، لم أملّه ديك الصباح وهو يبشّره بالصبوح الذى ارتاح له؟ قال له أبو نواس: فأنشدنى أنت فأنشده مسلم:
عاصى الشّباب فراح غير مفنّد ... وأقام بين عزيمة وتجلّد
فقال له أبو نواس: ناقضت، ذكرت أنه راح، والرواح لا يكون إلا بانتقال من مكان إلى مكان، ثم قلت: وأقام بين عزيمة وتجلّد، فجعلته متنقلا مقيما!! وتشاغبا فى ذلك ثم فترقا.
١٤٧٤* قال أبو محمّد: والبيتان جميعا صحيحان لا عيب فيهما، غير أنّ