وتفنى الطّلول ويبقى الهوى ... ويصنع ذو الشّوق ما يصنع
وأنت تبكّى وهم جيرة ... فكيف يكون إذا ودّعوا
أتطمع فى العيش بعد الفراق ... فبئس لعمرك ما تطمع
وفيها يقول فى جعفر بن يحيى:
بديهته مثل تدبيره ... متى هجته فهو مستجمع «١»
إذا همّ بالأمر لم يثنه ... هجوع ولا شادن أفرع
ففى كفّه للغنى مطلب ... وللسرّ فى صدره موضع
وكم قائل إذ رأى بهجتى ... وما فى فضول الغنى أصنع «٢»
غدا فى ظلال ندى جعفر ... يجرّ ثياب الغنى أشجع
وما خلفه لأمرىء مطمع ... ولا دونه لامرىء مقنع
١٦٨٧* وهو القائل فى محمّد بن منصور بن زياد يرثيه «٣» :
أنعى فتى الجود إلى الجود ... ما مثل من أنعى بموجود
أنعى فتى أصبح معروفه ... منتشرا فى البيض والسّود
أنعى فتى مصّ الثّرى بعده ... بقيّة الماء من العود
قد ثلم الدّهر به ثلمة ... جانبها ليس بمسدود
أنعى فتى كان ومعروفه ... يملأ ما بين ذرى البيد
فأصبحا بعد تساميهما ... قد جمعا فى بطن ملحود
الآن نخشى عثرات النّدى ... وعدوة البخل على الجود