للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٧* وقد يضطرّ الشاعر فيقصر الممدود، وليس له أن يمدّ المقصور. وقد يضطرّ فيصرف غير المصروف، وقبيح ألّا يصرف المصروف. وقد جاء فى الشعر، كقول العبّاس بن مرداس (السّلمىّ) :

وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس فى مجمع [١]

١٢٨* وأمّا ترك الهمز من المهموز فكثير واسع، لا عيب فيه على الشاعر.

والذى لا يجوز أن يهمز غير المهموز.

١٢٩* وليس للمحدث أن يتّبع المتقدّم فى استعمال وحشىّ الكلام الذى لم يكثر، ككثير من أبنية سيبويه، واستعمال اللّغة القليلة فى العرب، كإبدالهم الجيم من الياء، كقول القائل

يا رب إن كنت قبلت حجّتج

يريد «حجّتى» وكقولهم «جمل بختجّ» يريدون «بختىّ» و «علجّ» يريدون «علىّ» .

١٣٠* وإبدالهم الياء من الحرف فى الكلمة المخفوضة، كقول الشاعر:

لها أشارير من لحم تتمّره ... من الثّعالى ووخز من أرانيها [٢]

يريد «منّ أرانبها» . وكقول الآخر:

ولضفادى جمّه نقانق

يريد «ضفادع [٣] » .


[١] سيأتى ١٦٦، ٤٧٠ ل.
[٢] البيت فى اللسان ٦: ٢٩٥ وذكره مع آخره قبله ١: ٤١٨ ونسبه لأبى كاهل اليشكرى. و «الأشارير» جمع «إشرارة» وهى القديد المشرور، أى المجعول على خصفة ليجف. وأصل الإشرارة: الخصفة التى يبسط عليها الأقط أو اللحم أو الثوب ليجف. و «تتمره» تقطعه. و «الثعالى» الثعالب. و «الوخز» شىء منه ليس بالكثير. وهذان الجمعان «ثعالى» و «أرانى» لثعلب وأرنب أجازهما البعض مطلقا، ولم يجزهما سيبويه إلا فى الشعر خاصة. والبيت ذكره أيضا فى اللسان ١: ٢٣١ ونسبه لرجل من يشكر تبعا لسيبويه.
[٣] وفى اللسان ١٠: ٩٤ عن الأزهرى: «الضفدع جمعه ضفادع، وربما قالوا ضفادى، وأنشد بعضهم ولضفادى جمه نقانق أى لضفادع، فجعل العين ياء، كما قالوا أرانى وأرانب» . وانظر سيبويه ١: ٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>