للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسلمته إلى الرّقاد رجال ... لم يكونوا عن وترهم برقود

تحسد الطّير فيه ضبع البوادي ... وهو في غير حالة المحسود

غاب عن صحبه فلا هو موجو ... د لديهم وليس بالمفقود

وكأنّ امتداد كفّيه فوق ال- ... جذع في محفل الرّدى المشهود

طائر مدّ مستريحا جناحي- ... هـ استراحات متعب مكدود

أخطب النّاس راكبا فإذا أر ... جل خاطبت منه عين البليد

وهذه أبيات حسنة قد استوعبت أقسام هذا المعنى المقصود، إلا أن فيها مأخوذا من شعر مسلم بن الوليد الأنصاري، وهو قوله «١» :

نصبته حيث ترتاب الرّياح به ... وتحسد الطّير فيه أضبع البيد «٢»

لكن البحتري زاد في ذلك زيادة حسنة، وهي قوله: «وهو في غير حالة المحسود» .

ومن هذا الضرب ما جاء في شعر أبي الطيب المتنبي في وصفه الحمى، وهو قوله «٣» :

وزائرتي كأنّ بها حياء ... فليس تزور إلّا في الظّلام

بذلت لها المطارف والحشايا ... فعافتها وباتت في عظامي

<<  <  ج: ص:  >  >>