للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما جاء منه قول الشريف الرضي يرثي امرأة:

إن لم تكن نصلا فغمد نصال «١»

وفي هذا من سوء الكناية ما لا خفاء به؛ فإن الوهم يسبق في هذا الموضع إلى ما يقبح ذكره، وهذا المعنى أخذه من قول الفرزدق فمسخه وشوّه صورته؛ فإن الفرزدق رثى امرأته فقال «٢» :

وجفن سلاح قد رزئت فلم أنح ... عليه ولم أبعث إليه البواكيا «٣»

وفي جوفه من دارم ذو حفيظة ... لو انّ المنايا أمهلته لياليا «٤»

وهذا حسن بديع في معناه، وما كني عن امرأة ماتت بجمع أحسن من هذه الكناية، ولا أفخم شأنا، فجاء الشريف الرضي فأخذ معناها وفعل به ما ترى، وليس كل من تصرف في المعاني أحسن في تصريفها، وأبقى هذه الرموز في تأليفها.

وقد عكس هذه القصة مع أبي الطيب المتنبي فأحسن فيما أساء به أبو الطيب طريق الكناية فأخطأ حيث قال «٥» :

<<  <  ج: ص:  >  >>