للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا اللغز من فصيح الألغاز، ولا يقال: إن صاحبه في العمى صانع العكاز، وإذا تطرز غيره بلمعة من الوشي فهذا كله طراز.

ومما سمعته من الألغاز الحسان التي تجري في المحاورات ما يحكى عن عمر بن هبيرة وشريك النميري، وذاك أن عمر بن هبيرة كان سائرا على برذون له، وإلى جانبه شريك النميري على بغلة، فتقدمه شريك في المسير، فصاح به عمر:

اغضض من لجامها، فقال: أصلح الله الأمير، إنها مكتوبة «١» ، فتبسم عمر ثم قال له: ويحك! لم أرد هذا، فقال له شريك: ولا أنا أردته.

وكان عمر أراد قول جرير «٢» :

فغضّ الطّرف إنّك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا

فأجابه شريك بقول الآخر «٣» :

لا تأمننّ فزاريّا نزلت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار «٤»

وهذا من الألغاز اللطيفة، وتفطّن كل من هذين الرجلين لمثله ألطف وأحسن.

ومما يجري هذا المجرى أن رجلا من تميم قال لشريك النميري: ما في الجوارح أحب إليّ من البازي؟ فقال له شريك: إذا كان يصيد القطا.

<<  <  ج: ص:  >  >>