وأخفت أهل الشّرك حتّى إنّه ... لتخافك النّطف الّتي لم تخلق «١»
وهذا أشد إفراطا من قول النابغة. ويروى أن العتابي لقي أبا نواس فقال له: أما استحييت الله حيث تقول، وأنشده البيت، فقال له: وأنت ما راقبت الله حيث قلت:
ما زلت في غمرات الموت مطرحا ... يضيق عنّي وسيع الرّأي من حيلي
فلم تزل دائبا تسعى بلطفك لي ... حتّى اختلست حياتي من يدي أجلي
قال له العتابي: قد علم الله وعلمت أن هذا ليس مثل قولك، ولكنك قد أعددت لكل ناصح جوابا، وقد أراد «٢» أبو نواس هذا المعنى في قالب آخر، فقال «٣» :
كدّت منادمة الدّماء سيوفه ... فلقلّما تحتازها الأجفان «٤»
حتّى الّذي في الرّحم لم يك صورة ... لفؤاده من خوفه خفقان «٥»
وما يجيء في هذا الباب ما يجري هذا المجرى.
وقد استعمل أبو الطيب المتنبي هذا القسم في شعره كثيرا، فأحسن في مواضع منه؛ فمن ذلك قوله «٦» :
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute