للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم أر ضرغامين أصدق منكما ... عراكا إدا الهيّابة النّكس كذّبا

زبرا مشى يبغي هزبرا وأغلبا ... من القوم يغشى باسل الوجه أغلبا

أدلّ بشغب ثمّ هالته صولة ... رآك لها أمضى جنانا وأشغبا

فأحجم لمّا لم يجد فيك مطمعا ... وأقدم لمّا لم يجد عنك مهربا

فلم يثنه أن كرّ نحوك مقبلا ... ولم ينجه أن حاد عنك منكّبا

حملت عليه السّيف لا عزمك انثنى ... ولا يدك ارتدّت ولا حدّه نبا

ومما جاء لأبي الطيب المتنبي في قصيدته:

أمعفّر الّليث الهزبر بسوطه ... لمن ادّخرت الصّارم المصقولا

ورد إذا ورد البحيرة شاربا ... ورد الفرات زئيره والنّيلا

متخضّب بدم الفوارس لابس ... في غيله من لبدتيه غيلا

ما قوبلت عيناه إلّا ظنّتا ... تحت الدّجى نار الفريق حلولا

في وحدة الرّهبان إلّا أنّه ... لا يعرف التّحريم والتّحليلا

يطأ البرى مترفّقا من تيهه ... فكأنّه آس يجسّ عليلا

ويردّ غفرته إلى يافوخه ... حتّى تصير لرأسه إكليلا

قصرت مخافته الخطا فكأنّما ... ركب الكميّ جواده مشكولا

ألقى فريسته وزمجر دونها ... وقربت قربا خاله تطفيلا

فتشابه القربان في إقدامه ... وتخالفا في بذلك المأكولا

أسد يرى عضويه فيك كليهما ... متنا أزلّ وساعدا مفتولا

ما زال يجمع نفسه في زوره ... حتّى حسبت العرض منه الطّولا

وكأنّما غرّته عين فادّنى ... لا يبصر الخطب الجليل جليلا

أنف الكريم من الدّنيّة تارك ... في عينه العدد الكثير قليلا

والعار مضّاض وليس بخائف ... من حتفه من خاف ممّا قيلا

<<  <  ج: ص:  >  >>