ونَسْلُ الرجلِ وَلَدُهُ وولَُدُ ولُدِهِ، والنَّاسُ كلّهُم نَسْلُ آدمَ عليهِ السلامُ، وقدْ أَنسٍَلَ خِياراً أو شراراً. وعَصَبَةُ الرجلِ: قَرَابَتُهُ لأبيهِ لأنَّهُمْ عَصَبُوا بهِ، أحاطُوا بهِ، فالأبُ طَرَفٌ، والعمُّ طرفٌ، والأخُ طرفٌ، وأطرافُ الرجلِ قَرَابَاتُهُ، وكلُّ شيءٍ استدارَ فقدْ عَصَبَ بهِ، ومنهُ العَصائبُ، وهي العمائمُ، لإحاطتِها بالرُّؤوسِ.
والكَلاَلةُ أن يموتَ الرجلُ ولا يترُكَ والِداً ولا وَلَداً، وهوَ من قولِكَ: كَلَّلهُ النَّسَبُ، أي أحاطَ بهِ. ومنهُ اشتقاقُ الإكليلِ. والأبُ والابنُ طَرَفانِ، فإذا ماتَ، ولم يُخَلِّفْهُما، فكأنَّهُ ماتَ عن ذَهابِ طَرَفِيْهِ. فذَهابُ الطَّرفينِ كلالةُ. فكأنَّها اسمٌ للمُصيبةِ فِي تَكَلُّلِ النَّسَبِ.
والخالُ والجمعُ أخوالٌ، والمصدرُ الخُؤُولةُ.
وعَقِبُ الرجلِ وَلَدُهُ الذُّكورُ والإناثُ. فإذا قالَ رجلٌ: هَذَا المالُ لِعَقِبِ بَنِي فلانٍ، كانَ لأولادِهِ الذُّكورِ والإناثِ من أولادِ بَنِيهِ، وليسَ لأولادِ بناتِهِ فيه شيءٌ. وكذلكَ إِذَا قالَ: هَذَا المالُ لأولادِ بَنِي فلانٍ، لأنَّ أولادَ البناتِ منسوبونَ إِلَى آبائِهمْ. قالَ الشاعرُ:
بَنُونَا بَنُو أَبْنَائِنَا، وبَنَاتُنَا ... بَنُوْهُنَّ أبْنَاءُ الرِّجَالِ الأَبَاعِدِ
فإذا قالَ: هَذَا المالُ لذُرِّيَّةِ فلانٍ، فهوَ لأولادِهِ الذكورِ والإناثِ، ولأولادِ بنيهِ وبناتِهِ منَ الذكورِ والإناثِ. والفرقُ بينَ هَذَا والأوَّلُ أنَّ الله تعالى قالَ: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} ثمَّ أدخلَ عيسى فِي الذُّريَّةِ. وأصلُ الذُّريَّةِ مِنْ ذَرَأَ اللهُ تعالى الخَلْقَ، أي خَلَقَهُمْ، فتُرِكَ همزُهُ استِخفافاً. وقيلَ: هيَ (فُعْلِيَّةٌ) من ذَرَّ، وكأنَّهُ ذَرَّهُمْ على الأرضِ.
فإذا قالَ: هَذَا المالُ لأرَامِلِ بني فلانٍ، فهو للنِّساءِ اللواتي ماتَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute