للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا هَذَا؟ قَالَ] : قسمته لَك، قَالَ: مَا على هَذَا اتبعتك، وَلَكِن اتبعتك على أَن أرمى هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى حلقه - بِسَهْم فأموت فَأدْخل الْجنَّة. قَالَ: إِن تصدق الله يصدقك. فلبثوا قَلِيلا، ثمَّ نهضوا فِي قتال الْعَدو، فَأتي بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحمل قد أَصَابَهُ سهم حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أهوهو؟ فَقَالُوا: نعم. قَالَ: صدق الله فَصدقهُ. ثمَّ كَفنه النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي جُبَّة النَّبِي، ثمَّ قدمه فصلى عَلَيْهِ، فَكَانَ مِمَّا ظهر من صلَاته عَلَيْهِ: اللَّهُمَّ هَذَا عَبدك خرج مُهَاجرا فِي سَبِيلك فَقتل شَهِيدا، وَأَنا شَهِيد عَلَيْهِ ".

قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن: مَا نعلم أَن أحدا تَابع ابْن الْمُبَارك على هَذَا، وَالصَّوَاب: أَن ابْن أبي عمار، عَن ابْن شَدَّاد بن الْهَاد، وَابْن الْمُبَارك أحد الْأَئِمَّة، وَلَعَلَّ الْخَطَأ من غَيره، وَالله أعلم.

قَالَ ابْن أبي حَاتِم: ابْن أبي عمار روى عَن شَدَّاد بن الْهَاد، واسْمه عمار.

النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا اللَّيْث، عَن [ابْن شهَاب] ، عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك، أَن جَابر بن عبد الله أخبرهُ " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يجمع بَين الرجلَيْن من قَتْلَى أحد فِي ثوب وَاحِد، ثمَّ يَقُول: أَيهمْ أَكثر أخذا لِلْقُرْآنِ؟ فَإِذا أُشير لَهُ إِلَى أَحدهمَا قدمه فِي اللَّحْد، وَقَالَ: أَنا شَهِيد على هَؤُلَاءِ يَوْم الْقِيَامَة. وَأمر بدفنهم بدمائهم، وَلم يصل عَلَيْهِم، وَلم يغسلوا ".

قَالَ النَّسَائِيّ: لَا نعلم أحدا من ثِقَات أَصْحَاب الزُّهْرِيّ تَابع اللَّيْث على هَذِه الرِّوَايَة، وَاخْتلف على الزُّهْرِيّ فِيهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>