نظر إِلَى / السَّمَاء يَوْمًا، فَقَالَ: هَذَا أَوَان يرفع الْعلم. فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار - يُقَال لَهُ لبيد بن زِيَاد -: يَا رَسُول الله، أيرفع الْعلم، وَقد أثبت ووعته الْقُلُوب؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنِّي كنت لأحسبك من أفقه أهل الْمَدِينَة. وَذكر لَهُ ضَلَالَة الْيَهُود وَالنَّصَارَى على مَا فِي أَيْديهم من كتاب الله. قَالَ: فَلَقِيت شَدَّاد بن أَوْس، فَحَدَّثته بِحَدِيث عَوْف بن مَالك، فَقَالَ: صدق عَوْف، أَلا أخْبرك بِأول ذَلِك يرفع؟ قلت: بلَى. قَالَ: الْخُشُوع حَتَّى لَا ترى خَاشِعًا ".
قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي هَذَا الحَدِيث: " هَذَا أَوَان يختلس الْعلم حَتَّى لَا يقدروا مِنْهُ عَليّ شَيْء " رَوَاهُ عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن، عَن عبد الله بن صَالح، عَن مُعَاوِيَة بن صَالح، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير، عَن أَبِيه، عَن أبي الدَّرْدَاء، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، وَمُعَاوِيَة بن صَالح ثِقَة عِنْد أهل الحَدِيث، لَا نعلم أحدا تكلم فِيهِ غير يحيى بن سعيد الْقطَّان.
بَاب كَيفَ يقبض الْعلم
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا جرير، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، سَمِعت عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ يَقُول: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِن الله لَا يقبض الْعلم انتزاعاً يَنْزعهُ من النَّاس، وَلَكِن يقبض الْعلم بِقَبض الْعلمَاء، حَتَّى إِذا لم يتْرك عَالما أَخذ النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا، فسئلوا فأفتوا بِغَيْر علم فضلوا وأضلوا ". تمّ كتاب الْعلم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين