وَأَعَانَهُمْ على ظلمهم - فَلَيْسَ مني وَلست مِنْهُ، وَلَا يرد عَليّ الْحَوْض، وَمن غشي أَبْوَابهم أَو لم يغش فَلم يُصدقهُمْ فِي كذبهمْ، وَلم يُعِنْهُمْ على ظلمهم - فَهُوَ مني وَأَنا مِنْهُ، وَسَيَرِدُ عَليّ الْحَوْض، يَا كَعْب بن عجْرَة، الصَّلَاة برهَان، وَالصَّوْم جنَّة حَصِينَة، وَالصَّدَََقَة تُطْفِئ الْخَطِيئَة كَمَا يُطْفِئ المَاء النَّار، يَا كَعْب بن عجْرَة، إِنَّه لَا يَرْبُو لحم نبت من سحت إِلَّا كَانَت النَّار أولى بِهِ ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث عبيد الله ابْن مُوسَى، وَأَيوب يضعف، وَيُقَال: كَانَ يرى الإرجاء، وَسَأَلت مُحَمَّدًا عَن هَذَا الحَدِيث، فَلم يعرفهُ إِلَّا من حَدِيث عبيد الله، وَاسْتَغْرَبَهُ جدا، وَقَالَ: ثَنَا ابْن نمير، عَن عبيد الله بن مُوسَى، عَن غَالب بِهَذَا. انْتهى كَلَام أبي عِيسَى.
أَيُّوب بن عَائِذ هَذَا وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ، وَقَالَ يحيى بن معِين: أَيُّوب بن عَائِذ ثِقَة. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو حَاتِم: أَيُّوب بن عَائِذ ثِقَة، صَالح الحَدِيث صَدُوق.
وَقد روى هَذَا الحَدِيث أَبُو بكر الْبَزَّار: وَقَالَ: ثَنَا [عَمْرو] بن عَليّ، ثَنَا مُعلى بن أَسد، ثَنَا وهيب، ثَنَا عبد الله بن عُثْمَان بن خثيم، عَن ابْن سابط - يَعْنِي: عبد الرَّحْمَن -[عَن] جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يَا كَعْب بن عجْرَة ... . " فَذكر نَحوه.
وروى التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي النَّضر، ثَنَا أَبُو النَّضر، ثَنَا أَبُو عقيل الثَّقَفِيّ، ثَنَا عبد الله بن يزِيد، حَدثنِي ربيعَة بن يزِيد وعطية بن قيس، عَن عطيه السَّعْدِيّ - وَكَانَ من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يبلغ العَبْد أَن يكون من الْمُتَّقِينَ حَتَّى يدع مَا لَا بَأْس بِهِ حذرا لما بِهِ بَأْس ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.