للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبهاميه وَالَّتِي تليانهما {لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصبا} قَالَ: قد قطع الله عَنْك النصب - لَيست هَذِه عَن سعيد - أخبرهُ فَرَجَعَا فوجدا خضرًا. فَقَالَ لي [عُثْمَان] ابْن أبي سُلَيْمَان: على طنفسة خضراء على كبد الْبَحْر. فَقَالَ سعيد بن جُبَير: مسجى بِثَوْبِهِ قد جعل طرفه تَحت رجلَيْهِ، وطرفه تَحت رَأسه. فَسلم عَلَيْهِ مُوسَى فكشف عَنهُ وَجهه، وَقَالَ: قل بِأَرْض من سَلام؟ من أَنْت؟ قَالَ: أَنا مُوسَى. قَالَ: مُوسَى بني إِسْرَائِيل؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَمَا شَأْنك؟ قَالَ: جِئْت لتعلمني مِمَّا علمت رشدا. قَالَ: أما يَكْفِيك أَن التَّوْرَاة بيديك، وَأَن الْوَحْي يَأْتِيك؟ يَا مُوسَى، إِن لي علما لَا يَنْبَغِي لَك أَن تعلمه، وَإِن لَك علما لَا يَنْبَغِي لي أَن أعلمهُ، فَأخذ طَائِر بمنقاره من الْبَحْر فَقَالَ: وَالله مَا علمي وَمَا علمك فِي جنب علم الله - تَعَالَى - إِلَّا كَمَا أَخذ هَذَا الطَّائِر بمنقاره من الْبَحْر. حَتَّى إِذا ركبا فِي السَّفِينَة وجد معابر صغَارًا تحمل أهل هَذَا السَّاحِل إِلَى أهل هَذَا السَّاحِل، عرفوه. فَقَالُوا: عبد الله الصَّالح - قَالَ: قُلْنَا لسَعِيد: خضر؟ قَالَ: نعم - لَا نحمله بِأَجْر، فخرقها، ووتد فِيهِ وتدا. قَالَ مُوسَى: {أخرقتها لتغرق أَهلهَا لقد جِئْت شَيْئا إمرا} / قَالَ مُجَاهِد: مُنْكرا {قَالَ ألم أقل إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا} كَانَت الأولى نِسْيَانا، وَالْوُسْطَى شرطا، وَالثَّالِثَة عمدا. {قَالَ لَا تؤاخذني بِمَا نسيت وَلَا ترهقني من أَمْرِي عسرا} لقيا غُلَاما فَقتله. قَالَ يعلى: قَالَ سعيد: وجد غلمانا يَلْعَبُونَ فَأخذ غُلَاما كَافِرًا ظريفا فأضجعه ثمَّ ذبحه بالسكين. {قَالَ أقتلت نفسا زكية بِغَيْر نفس} لم تعْمل بِالْحِنْثِ. قَالَ: ابْن عَبَّاس قَرَأَهَا: " زكية زاكية مسلمة " كَقَوْلِك: غُلَاما ذاكيا. فَانْطَلقَا فوجدا جدارا يُرِيد أَن ينْقض فأقامه. قَالَ سعيد بِيَدِهِ هَكَذَا وَرفع يَده فاستقام. قَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>