قَالَا: ثَنَا مهْدي - وَهُوَ ابْن مَيْمُون - ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي يَعْقُوب، عَن الْحسن بن سعيد مولى الْحسن بن عَليّ، عَن عبد الله بن جَعْفَر قَالَ: " أردفني رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَات يَوْم خَلفه، فَأسر إِلَيّ حَدِيثا لَا أحدث بِهِ أحدا من النَّاس، وَكَانَ أحب مَا استتر بِهِ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لحَاجَة هدف، أَو حائش نخل " قَالَ ابْن أَسمَاء فِي حَدِيثه " يَعْنِي: حَائِط نخل ".
مُسلم: حَدثنَا هَارُون بن مَعْرُوف وَمُحَمّد بن عباد - وتقاربا فِي لفظ الحَدِيث والسياق لهارون - قَالَا: ثَنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل، عَن يَعْقُوب بن مُجَاهِد أبي حرزة، عَن عبَادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " سرنا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى نزلنَا وَاديا أفيح، فَذهب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقْضِي حَاجته، فاتبعته بإداوة من مَاء فَنظر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شَيْئا يسْتَتر بِهِ، فَإِذا شجرتان بشاطئ الْوَادي، فَانْطَلق رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى إِحْدَاهمَا فَأخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا، فَقَالَ: انقادي عَليّ بِإِذن الله. فانقادت مَعَه كالبعير المخشوش الَّذِي يصانع قائده حَتَّى أَتَى الشَّجَرَة الْأُخْرَى فَأخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا /، فَقَالَ: انقادي عَليّ بِإِذن الله. فانقادت مَعَه كَذَلِك حَتَّى إِذا كَانَ بالمنصف مِمَّا بَينهمَا فالأم بَينهمَا حَتَّى يَعْنِي جَمعهمَا، فَقَالَ: التئما عَليّ بِإِذن الله. فالتأما، قَالَ جَابر: فَخرجت أحضر مَخَافَة أَن يحس رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقربي، فيبتعد - قَالَ ابْن عباد: فيتبعد - فَجَلَست أحدث نَفسِي، فحانت مني لفتة، فَإِذا أَنا برَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُقبلا، وَإِذا الشجرتان قد افترقتا، فَقَامَتْ كل وَاحِدَة مِنْهُمَا على سَاق " هَذَا الْخَبَر فِي حَدِيث طَوِيل، وَسَيَأْتِي ذكره
فِي المناقب من آخر الْكتاب إِن شَاءَ الله.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute