للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابنُ السكّيت (١) والفراءُ: "الجَهْدُ: الغايةُ" (٢).

تقولُ: اجْهَد جَهْدَك في هذا الأمرِ، أيْ: ابلغْ فيه غايتَك (٣).

يقولُ الفراءُ: "الجَهْدُ - بالفتحِ - مِنْ قولِك: اجْهَدْ جَهْدك في هذا الأمرِ، أيْ: ابلغْ فيه غايتَك" (٤).

والجَهْدُ: بلوغُ غايةِ الأمرِ الذي لا تألو عن الجهدِ فيه (٥)، تقول: جَهِدْتُ جَهْدِي، واجتهدتُ برأي وبنفسي حتى بلغتُ مجهودي (٦).

واستعمالُ الجَهْدِ في هذا المعنى، بفتحِ الجيمِ (٧).

وقد ذكرَ بعضُ الأصوليين تعريفًا لغويًا للاجتهاد، فمِنْ هذه التعريفاتِ، ما أوردَه الفخرُ الرازي، إذ عرَّف الاجتهادَ في اللغةِ بأنَّه استفراغُ الوسعِ في أيِّ فعلٍ كان (٨)، يُقالُ: استفرغَ وسعَه في حملِ الثقيلِ،


(١) هو: يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف، المعروف بابن السكيت، والسكيت لقب أبيه، ولد سنة ١٦٨ هـ كان قبل تعلم النحو معلمًا للصبيان، ولما تعلمه أصبح من أكابر علماء اللغة، كان من أهل الفضل والدين، عالمًا بنحو الكوفيين، والقرآن واللغة والشعر والأدب، موثوقًا بروايته، وتولى تأديب أولاد الخليفة المتوكل، من مؤلفاته: إصلاح المنطق، والقلب والإبدال، والنوادر، والألفاظ، والأضداد، توفي سنة ٢٤٤ هـ وقيل: سنة ٢٤٣ هـ. انظر ترجمته في: نزهة الألباء للأنباري (ص/ ١٣٨)، وإرشاد الأديب لياقوت (٦/ ٢٨٤٠)، وإنباه الرواة للقفطي (٤/ ٥٦)، وفيات الأعيان لابن خلكان (٦/ ٣٩٥)، وسير أعلام النبلاء (١٢/ ١٦)، والبلغة للفيروزابادي (ص/ ٢٤٣)، وبغية الوعاة للسيوطي (٢/ ٣٤٩).
(٢) نقل كلامَ ابن السكيت والفراء: الأزهريُّ في: تهذيب اللغة، مادة: (جهد)، (٦/ ٣٧)، وابنُ منظور في: لسان العرب، مادة: (جهد)، (٣/ ١٣٣).
(٣) انظر: المصدرين السابقين، والقاموس المحيط، مادة: (جهد)، (ص/ ٣٥١).
(٤) نقل كلامَ الفراء: الجوهريُّ في: الصحاح، مادة: (جهد)، (٢/ ٤٦٠)، وابنُ منظور في: لسان العرب، مادة: (جهد)، (٣/ ١٣٢).
(٥) انظر: المصدرين السابقين، والقاموس المحيط، مادة: (جهد)، (ص/ ٣٥١).
(٦) انظر: المصادر السابقة.
(٧) انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، مادة (جهد)، (١/ ٣٢٠).
(٨) المحصول في علم أصول الفقه (٦/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>