للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولُ حاجّ خليفة بعد التعريفِ: "وهو الجدلُ الذي هو قسمٌ مِن المنطقِ، إلا أنَّه خُصَّ بالمقاصدِ الدينيةِ" (١).

التعريف الثالث: علمٌ باحثٌ عن وجوهِ الاستنباطاتِ المختلفةِ مِن الأدلةِ الإجماليةِ، أو التفصيلةِ، الذاهب إلى كل منها طائفةٌ مِن العلماءِ.

نقل هذا التعريفَ الشيخُ صديقٌ القنوجي في كتابِه: (أبجد العلوم) (٢).

وبتأمّلِ التعريفاتِ السابقةِ، وبالنظر إلى واقع الكتب المؤلفة في الخلاف (٣) أجدُ أنَّ أقربَها هو التعريف الأول، لكنْ دونَ قصرِه على الخلافِ في الفروعِ، بلْ توسيعُ دائرةِ التعريفِ؛ ليشملَ الخلافَ الواقعَ بين الأئمةِ في الأصولِ، والفروعِ.

[العلاقة بين التعريف اللغوي والتعريف الاصطلاحي]

تقدمَ لنا أنَّ مِن معانى الخلافِ في اللغةِ: المضادةَ وعدمَ الاتفاقِ، وهذا المعنى متحققٌ في المعنى الاصطلاحي للخلافِ، إلا أنَّه مقصورٌ على الخلافِ الواقعِ بين المجتهدين، والقائم به أتباعُهم.

وإذا كان الخلافُ بالمعنى المتقدمِ، فإنَّ الخلافيَّ سيتبعُ المنهجَ الآتي:

أولًا: تقريرُ مذهبِ إمامِه في المسألةِ الخلافيةِ.

ثانيًا: ذكرُ المخالفِ - أو المخالفين - لإمامِه.


= توفي سنة ١٣٥٥ هـ. انظر ترجمته في: الأعلام الشرقية لزكي مجاهد (١/ ٣٧٦)، والأعلام للزركلي (٦/ ٩٦)، ومعجم المؤلفين لكحالة (٣/ ٢٤٤).
(١) كشف الظنون (١/ ٧٢١). وانظر: علم أصول الفقه من التدوين إلى نهاية القرن الرابع الهجري للدكتور أحمد الضويحي (٢/ ٩٤٩).
(٢) انظر: (ص/ ٣٩٤).
(٣) الكتب المؤلفة في الخلاف في الفروع كثيرة، منها: اختلاف الفقهاء للطحاوي، وعيون الأدلة لابن القصار، وتأسيس النظر لأبي زيد الدبوسي. ومن الكتب المؤلفة في الخلاف في الأصول: مسائل الخلاف في أصول الفقه لأبي عبد الله الصيمري.

<<  <  ج: ص:  >  >>