لم يقتصر الاهتمامُ بذكرِ طبقاتِ العلماءِ - ومِن ضمنهم المتمذهبون - على مَنْ تقدّمَ مِنْ أهلِ العلمِ، فقد وُجِدَ لبعضِ العلماءِ المتأخرين والمعاصرين اهتمامٌ بذكرِ الطبقات، وكانتْ بعضُ هذه الجهود ناشئةً مِنْ نقدِ الطبقاتِ التي ذكرها ابنُ كمال باشا.
[المسألة الأولى: تقسيم شاه ولي الله الدهلوي]
قسَّمَ شاه ولي الله الدهلويُّ الفقهاءَ إلى أربعِ طبقات، ولا يُوصف أرباب بعض الأقسام المندرجةِ تحتَ الطبقاتِ بالتمذهبِ، وقد آثرتُ ذكرها موجزةً؛ ليكون الحديثُ مكتملًا.
الطبقة الأولى: المجتهدون اجتهادًا مطلقًا.
وهذه الطبقة على قسمين:
القسم الأول: المجتهد المستقل.
القسم الثاني: المجتهد المنتسب إلى مجتهد مستقل (١).
القسم الأول: المجتهدُ المستقل.
ويُمَثّل لهذا القسمِ بالأئمةِ الأربعةِ، وللمجتهدِ في هذا القسمِ إضافةً إلى اجتماعِ شروطِ الاجتهادِ فيه، خصالٌ يمتازُ بها غيرِه من المجتهدين، وهي:
(١) انظر: الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف (ص/ ٣٤)، وعِقْد الجِيْد (ص/ ٥).