للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخصلة الأولى: التّصرفُ في الأصولِ والقواعدِ التي بَنَى عليها اجتهادَه وفقهَه.

الخصلة الثانية: جمعُ الآياتِ والأحاديثِ والآثارِ؛ لمعرفةِ الأحكامِ التي دلّتْ عليها، وسُبِق بالجواب فيها، وللتنبيه على مآخذِ الفقهِ منها، ولجمعِ مختلفها، ولترجيحِ بعضِها على بعضٍ.

الخصلة الثالثة: الكلامُ في المسائلِ النازلةِ التي لم يُسْبَقْ بالجواب فيها، أخذًا مِن الأدلةِ.

الخصلة الرابعة: أنْ يَنْزِلَ له القبولُ مِن الله تعالى، فيُقْبِل إلى عِلْمِه جماعاتٌ مِن العلماءِ مِن المفسرين والمحدثين والأصوليين والفقهاءِ، ويمضي على ذلك القبول (١).

ولا يدخلُ أربابُ هذا القسمِ في المتمذهبين؛ لانتفاءِ وصفِ التمذهب عنهم، واستقلالِهم بالاجتهادِ.

القسم الثاني: المجتهدُ المنتسبُ إلى مجتهدٍ مستقل (٢).

المجتهدُ في هذا القسم سلَّمَ لشيخِه الخصلةَ الأُولى، وجرى مجراه في الخصلةِ الثانيةِ (٣).

يقولُ شاه ولي الله الدهلوي: "المنتسب: مَنْ سلَّمَ أصولَ شيخِه، واستعانَ بكلامِه كثيرًا في تتبعِ الأدلةِ، والتنبيهِ للمآخذِ، وهو مع ذلك مستيقن (٤) الأحكام مِنْ قِبَلِ أدلتِها، قادرٌ على استنباطِ المسائلِ منها، قلَّ ذلك منه أو كَثُرَ" (٥).


(١) انظر: الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف (ص/ ٣٤ - ٣٥)، وعِقْد الجِيْد (ص/ ٥)، ولم يذكر في: عِقد الجِيْد إلا ثلاث خصال.
(٢) انظر: الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف (ص/ ٣٥)، وعِقد الجِيْد (ص/ ٥، ١٧).
(٣) انظر: الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف (ص/ ٣٥).
(٤) هكذا في: عِقْد الجِيْد (ص/ ٥)، ولعل الصواب: "مستفيد".
(٥) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>