للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شأنُه، وفرضتْ نفسَها على علمِ الأصولِ" (١).

[المسألة الرابعة: العلاقة بين المتمذهب والفروعي]

سأبيّنُ المرادَ بالفروعي قبلَ الدخولِ في بيانِ العلاقةِ بينه وبين المتمذهبِ؛ ليتسنى لنا معرفة العلاقةِ بينهما.

الفروعي هو: الشخصُ الحافظ لأحكام الفروع، مِنْ غير معرفةٍ بالأصولِ.

وهذا تعريفُ الموفقِ بنِ قدامة (٢)، والآمدي (٣).

وقريبٌ منه ما ذكره عبدُ العزيز البخاري، إذ عرَّفه بأنه مَنْ يحفظُ أحكامَ الفروعِ، ولا معرفةَ له بأصولِ الفقهِ (٤).

وقريبٌ مِنْ هذين التعريفين تعريفُ أبي علي الشوشاوي (٥)، إذ عرفَّه بأنَّه: العالمُ بالفروعِ خاصة، دونَ الأصولِ (٦).

وهذه التعريفات جميعُها تسير في اتجاهٍ واحدٍ، وتجعلُ للفروعي سمتين:

الأُولى: حفظُ أحكامِ فروعِ المذهب، بمعنى أنَّه يتصورُ المسألةَ، ويعرفُ حكمَها فقط، دونَ أنْ يعرفَ دليلَ الَفرعِ (٧).


(١) المصفى في أصول الفقه (ص/ ٤٤).
(٢) انظر: روضة الناظر (٢/ ٤٥٤).
(٣) انظر: الإحكام في أصول الأحكام (١/ ٢٢٨).
(٤) انظر: كشف الأسرار (٣/ ٢٤٠).
(٥) هو: حسين بن علي بن طلحة الرجراجي الوصيلي الشوشاوي، أبو علي، من علماء القرن التاسع، كان مالكي المذهب، أشعري العقيدة، صالحًا تقيًا، مشهورًا بالعلم والدين واتباع السنة، من مؤلفاته: رفع النقاب عن تنقيح الشهاب، والأنوار السواطع على الدرر اللوامع، ونوازل في الفقه المالكي، والفوائد الجميلة على الآيات الجليلة، توفي بتاردنت من سوس آخر القرن التاسع سنة ٨٩٩ هـ. انظر ترجمته في: درة الحجال لابن القاضي (١/ ٢٤٤)، ونيل الابتهاج للتنبكتي (ص/ ١٦٣)، وكشف الظنون لحاج خليفة (٢/ ١٢٩٦)، وطبقات الحضيكي (١/ ١٨٩)، ومقدمة تحقيق رفع النقاب (١/ ١٧).
(٦) انظر: رفع النقاب (٤/ ٦٦٧).
(٧) انظر: قواطع الأدلة (٣/ ٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>