للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سارتْ مِن المشرقِ إلى المغربِ (١)، ولذا تُسمَّى الشمسُ بالجاريةِ (٢).

يقولُ الفيوميُّ (٣): "جَرَيتُ إلى كذا جَرْيًا وجِرَاءً، أيْ: قصدتُ وأسرعتُ، وقولُهم: جرى في الخلافِ كذا، يجوزُ حملُه على هذا المعنى" (٤).

ثانيًا: التعريف الاصطلاحي للإجراء:

انفردَ علماءُ المالكيةِ باستعمالِ مصطلحِ: (الإجراء)، فلم أقفْ على استخدامٍ له عند غيرِهم مِن المذاهبِ، فيما رجعتُ إليه مِنْ مصادر.

مصطلح: (الإجراء) عند المالكية:

الإجراءُ عند المالكيةِ مِنْ باب القياسِ (٥)، ومرادهم به: أنَّ القواعدَ تقتضي أنْ يُجْرَى في المسألةِ مثلُ الحَكمِ المذكورِ في مسألةٍ أخرى (٦).

وحقيقةُ الإجراءِ موجودةٌ عند المذاهبِ الأخرى، لكنْ بغيرِ لفظِ الإجراءِ، وإنَّما بمعناه، ولعلَّ استغناءهم عنه بغيرِه مِن المصطلحاتِ هو السبب في عدمِ حاجتِهم إلى استعمالِه.


(١) انظر: لسان العرب، مادة: (جرا)، (١٤/ ١٤٠)، والقاموس المحيط، مادة: (جري)، (ص/ ١٦٣٩).
(٢) انظر: الصحاح، مادة: (جري)، (٦/ ٢٣٠٢)، ومقاييس اللغة، مادة: (جري)، (١/ ٤٤٨)، ولسان العرب، مادة: (جرا)، (١٤/ ١٤٠).
(٣) هو: أحمد بن محمد الفيومي، ثم الحموي، شهاب الدين أبو العباس، ويُعرف بابن ظهير، كان شافعي المذهب، وقد نشأ بالفيوم بمصر، واشتغل بتحصيل العربية حتى مهر وتميز، واجتمع بأبي حيان النحوي، وارتحل إلى حماة واستوطنها، وخطب في جامع الدهشة سنة ٧٢٧ هـ، من مؤلفاته: المصباح المنير في غريب الجامع الكبير، ونثر الجان في تراجم الأعيان، وشرح عروض ابن الحاجب، توفي سنة نيف وسبعين وسبعمائة. انظر ترجمته في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٣٥)، والدرر الكامنة لابن حجر (١/ ٣١٤)، والضوء اللامع للسخاوي (١٠/ ١٢٩)، وبغية الوعاة للسيوطي (١/ ٣٨٩)، والأعلام للزركلي (١/ ٢٢٤).
(٤) المصباح المنير، مادة: (جري)، (ص/ ٨٩).
(٥) انظر: كشف النقاب الحاجب لابن فرحون (ص/ ١٠٨)، ومنار أصول الفتوى للقاني (ص/ ٢٨٣).
(٦) انظر: كشف النقاب الحاجب لابن فرحون (ص/ ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>