للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذَهَبَ عليَّ كذا، أيْ: نسيته، وذَهَبَ الرجلُ في القومِ، أيْ: ضلَّ، وفلانٌ يَذْهَبُ إِلى قولِ أبي حنيفةَ، أيْ: يأخذُ به (١).

والمَذْهَبُ: سيرةُ الرجلِ، ومعتقدُه (٢).

[تعريف التمذهب في اللغة]

ذكرتُ في صدرِ المطلبِ أنَّ التمذهبَ مصدرٌ مِن الفعلِ: (تمذهب)، ووزنُه (تَمَفْعَل)، وقد جاءَ في لغةِ العرب ولسانِهم أفعالٌ على هذا الوزن، مثل: تمسكن وتمدرع وتمندل وتمنطق (٣).

يقول سيبويه (٤) عن وزنِ (تَمَفْعَل): "وقد جاء (تَمَفْعَل)، وهو قليلٌ، قالوا: تَمَسْكَنَ، وتَمَدْرَعَ" (٥).

ويدلُّ الوزنُ (تَمَفْعَل) على: الإِظهارِ، والأخذِ (٦).


(١) انظر: أساس البلاغة للزمخشري، مادة: (ذهب)، (ص/ ٢١٠).
(٢) انظر: لسان العرب، مادة: (ذهب)، (١/ ٣٩٤)، وشمس العلوم للحميري، مادة: (ذهب)، (٤/ ٢٣٠٤)، والقاموس المحيط، مادة: (ذهب)، (ص / ١١١)، والكليات للكفوي (ص/ ٨٦٨).
(٣) انظر: العين للخليل (٥/ ٤١٠)، والصحاح، مادة: (ندل)، (٥/ ١٨٢٨)، والممتع في التصريف لابن عصفور (١/ ٢٤١ - ٢٤٢)، وارتشاف الضرب لأبي حيان (١/ ١٧١).
(٤) هو: عمرو بن عثمان بن قَنْبَر، أبو بشر، وأبو الحسن الفارسي ثم البصري، مولى بني الحارث بن كعب، المعروف بسيبويه، طلب الفقه والحديث مدةً، ثم أقبل على العربية، أخذ النحو عن الخليل بن أحمد، ولازمه، وكان الخليل يقول لسيبويه إِذا أقبل إِليه: "مرحبًا بزائر لا يُمل"، كان إِمام البصريين، وأحد أعلام النحو البارعين، بل أعلم المتقدمين والمتأخرين به، جرت بينه وبين عدد من النحاة مناظرات، كان في لسانه حبسة، وقلمه أبلغ من لسانه، وسيبويه لقب، قيل في معناه: رائحة التفاح، من مؤلفاته: الكتاب، وهو أشهرها، توفي بشيراز سنة ١٨٠ هـ وقيل: بالبصرة سنة ١٦١ هـ. انظر ترجمته في: تاريخ مدينة السَّلام للخطيب (١٤/ ٩٩)، وإرشاد الأريب لياقوت (٥/ ٢١٢٢)، وإنباه الرواة للقفطي (٢/ ٣٤٦)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ٤٦٣)، وسير أعلام النُّبَلاء (٨/ ٣٥١)، والبلغة للفيروزابادي (ص/ ١٦٣)، وبغية الوعاة للسيوطي (٢/ ٢٢٩).
(٥) الكتاب (٤/ ٢٨٦).
(٦) انظر: المفراح في شرح مراح الأرواح لحسن باشا (ص/ ٥٧)، ومحيط المحيط للبستاني، مادة: (ذهب)، (ص/ ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>