للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: حالة الناس قبل نشوء المذاهب]

لا تخلو حالةُ الناسِ قبلِ نشوءِ المذاهبِ الفقهيةِ المتبوعةِ مِنْ أحدِ ثلاثةِ: إِمَّا عالمٌ، وإِمَّا متعلمٌ، وإِمَّا عامي (١).

ولمَنْ أرادَ الحديثَ عنْ حالِ الناسِ قبلَ وجودِ المذاهب المتبوعةِ، ومعرفةَ ذلك أنْ ينظرَ فيهم زمنَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وزمنَ الصحابةِ - رضي الله عنهم -، وزمنَ التابعين؛ إِذ إِنَّها الأزمنةُ الرئيسةُ لمَنْ أرادَ أنْ يُلمَّ بأحوالِ الناسِ قبلَ المذاهبِ.

والحديثُ في هذا المطلبِ حديثٌ قابلٌ للبسطِ وللإِيجازِ، وسأحاول أنْ يكونَ حديثي موجزًا، مع وفائه بالمقصدِ والغَرَضِ.

لقد كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حالَ حياتِه مرجعَ الناسِ في جميعِ أمورِهم الدينيةِ (٢)، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يجيبُ الناسَ عن أسئلتهم ويفتيهم، ويبيُّن الأحكامَ عن طريقِ الوحي (٣)، وقد تحدّثَ الأصوليون عنْ مسألةٍ متصلةٍ بهذا المقام،


(١) انظر: حجة الله البالغة للدهلوي (١/ ٤٦٨)، والإِنصاف في بيان سبب الخلاف له (ص/ ٢٨).
(٢) انظر: مقدمة ابن خَلدون (٣/ ١٠٦١)، والمدخل الفقهي العام لمصطفى الزرقا (١/ ١٦٥)، والمدخل لدراسة الفقه الإِسلامي للدكتور رمضان الشرنباصي (ص/ ٥١)، وتاريخ الفقه الإِسلامي للدكتور ناصر الطريفي (ص/ ٤٧).
(٣) انظر: إِعلام الموقعين (١/ ١٧)، والإِنصاف في بيان سبب الخلاف للدهلوي (ص/ ٤)، والفكر السامي لمحمد الحجوي (١/ ١٦٩)، وتاريخ المذاهب الإِسلامية لمحمد أبو زهرة (ص/ ٢٣٩)، وتمهيد لتاريخ الفلسفة لمصطفى عبد الرازق (ص/ ١٥١)، والرأي وأثره في مدرسة المدينة للدكتور إِسماعيل ميقا (ص/ ٥٢)، والرأي وأثره في الفقه للدكتور إِدريس بشير (ص/ ٨٨)، وتاريخ الفقه الإِسلامي لإِلياس دردور (١/ ٩٦ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>