للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنْ قلنا: ما قيسَ على كلامِه مذهبٌ له" (١).

ويتفقُ معنى الروايةِ المخرَّجةِ عند علماءِ المالكيةِ والحنابلةِ مَعَ القولِ المخرَّجِ عند الشافعيةِ، كما سيأتي بيانُه.

وغالبُ الرواياتِ المخرَّجةِ في مذهبِ الحنابلةِ لا تُذكرُ معها الروايةُ المنصوصةُ عن الإمامِ أحمدَ التي هي الأصلُ في القياسِ، يقولُ المرداويُّ: "إطلاقُ الروايةِ المخرَّجةِ مِنْ غيرِ ذكرِ التخريجِ كثيرٌ في كلامِ الأصحابِ" (٢).

أمثلة الرواية المخرَّجة عند الحنابلة:

المثال الأول: يقولُ المرداويُّ: "ظاهرُ كلامِ المصنَّفِ - أي: ابن قدامة - جوازُ الاستجمارِ بالمغصوبِ ونحوِه ... وهو روايةٌ مخرَّجةٌ" (٣).

المثال الثاني: يقول ابنُ مفلحٍ: "وتَجِبُ - أي: زكاة الفطر - على كلِّ مسلمٍ، حرٍّ، ومكاتبٍ ... وقيل: لا تجبُ على غيرِ مخاطبٍ بالصومِ. وعنه رواية مخرَّجةٌ: تجبُ على مرتدٍّ" (٤).

[الفرع الثاني: التنبيه]

أولًا: التعريف اللغوي للتنبيه:

التَّنْبِيه: مصدرٌ مِن الفعلِ نَبَّه، يُقالُ: نَبَّه يُنَبَّه تَنْبِيهًا، بناءً على القاعدةِ الصرفيةِ فيما إذا كان الفعلُ على وزن: (فَعَّل)، وكان صحيحًا، فمصدره على وزن: (تَفْعِيْل) (٥).


(١) الإنصاف (١٢/ ٢٥٦).
(٢) المصدر السابق (٢/ ٧).
(٣) الإنصاف (١/ ١٠٩).
(٤) الفروع (٤/ ٢١٠ - ٢١١).
(٥) انظر: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (٢/ ١١٩)، والتصريح بمضمون التوضيح لخالد الأزهري (٣/ ٣٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>