للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثلة الإجراء عند المالكية:

المثال الأول: يقولُ ابنُ الحاجبِ: "لو قالَ - أيْ: الزوج -: إنْ خالعتُك فأنتِ طالقٌ ثلاثًا، ثم خالعها: فالمنصوصُ: يَرُدُّ ما أَخَذَ، وأجراه اللخْميُّ على الشاذِّ في: إنْ بِعتُكَ فأنتَ حرٌّ" (١).

المثال الثاني: نقل البُرْزُليُّ (٢) عن أبي عبد الله المازري قولَه: "اختلفَ المذهبُ في المرتدِّ إذا باعَ واشترى أو وَهَبَ قبلَ التحجيرِ عليه:

فقيل (٣) هو ماضٍ حتى يحجرَ عليه، أو هو كالمحجورِ عليه بنفسِ الردّةِ، وهذا إنْ قُتِلَ على ردّتِه ... وهذه كمسألةِ: (مستغرقِ الذّمةِ)، والجامعُ: أنَّ ما بأيديهما النظرُ فيه للإمامِ، وأنَّه مالُ الله تعالى، لا يُوْرَث عن أحدٍ منهما، فانظرْ، هل يتخرجُ فيه مِن الخلافِ ما في المرتدِّ في عتقِه وهبتِه وصدقتِه، أم لا؟ قلتُ - أي: البُرْزُلي -: هذا الإجراءُ أشارَ إليه التونسي (٤) " (٥).

[الفرع التاسع عشر: التوجيه]

أولًا: التعريف اللغوي للتوجيه:

التوجيه: مصدرٌ مِن الفعلِ وَجَّه، يُقالُ: وَجَّه يُوَجِّه تَوْجِيهًا؛ بناءً على القاعدة الصرفية فيما إذا كان الفعلُ على وزن: (فَعَّل)، وكان صحيحًا،


(١) جامع الأمهات (ص/ ٢٩١).
(٢) هو: أبو القاسم بن أحمد بن محمد المعتل البلوي القيرواني، ثم التونسي، المعروف بالبُرزُلي، ولد بالقيروان في حدود ٧٤٠ هـ كان فقيهًا مالكيًا، حافظًا لمذهبه، علامةً بارعًا نظارًا، ذا مكانة عالية عند الناس، وقد تولى منصب الإفتاء، ومشيخة المدرسة الشماعية بتونس، قام بعدة رحلات للمشرق العربي، من مؤلفاته: جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام، توفي بتونس سنة ٨٤١ هـ وقيل: ٨٤٤ هـ وقيل: ٨٤٣ هـ. انظر ترجمته في: الضوء اللامع للسخاوي (١١/ ١١٣)، ونيل الابتهاج للتنبكتي (ص/٣٦٨)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (١/ ٢٤٥).
(٣) هكذا في: جامع مسائل الأحكام (٥/ ١٣٨)، ولعل الصواب: "هل".
(٤) هو: أبو إسحاق إبراهيم التونسي.
(٥) جامع مسائل الأحكام (٥/ ١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>