للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد كثرَ ورودُ لفظِ: (التعصب) عند العلماءِ بمختلفِ مذاهبِهم وفنونِهم، ومع كثرةِ ورودِه لم يهتم كثيرٌ مِن العلماءِ - فيما رجعتُ إليهِ منْ مصادر - بتعريف التعصب بحدٍّ معين؛ ولعل ذلك عائدٌ إلى ظهورِ معناه عندهم.

وقد عرَّف بعضُ العلماء مصطلحَ: (التعصب)، فمن هذه التعريفات:

التعريف الأول: عدمُ قبولِ الحقِّ عند ظهور الدليل، بناء على ميلٍ إلى جانب.

وهذا تعريف سعد الدين التفتازاني (١)، وابن أمير الحاج (٢)، وأمير باد شا (٣).

واختاره بعضُ الحنفيةِ (٤)، وبعضُ المعاصرين (٥).

التعريف الثاني: الميلُ مع الهوى؛ لأجلِ نصرةِ المذهبِ، ومعاملة الإمامِ الآخر، أو مقلِّديه بما يغُضُّ منهم.


(١) انظر: التلويح على التوضيح (٢/ ٤٦).
(٢) انظر: التقرير والتحبير (٣/ ٩٦). وابن أمير الحاج هو: محمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي الحلبي، أبو عبد الله شمس الدين، المعروف بابن أمير الحاج، وبابن الموقّت، ولد بحلب سنة ٨٢٥ هـ طلب العلم في حلب وحماة والقاهرة، وسمع من الحافظ ابن حجر، ولزم ابن الهمام، كان فاضلًا دينًا قوي النفس، فقهيًا أصوليًا، من علماء المذهب الحنفي البارزين، وقد برع في فنون عدة، وتصدى للإقراء والإفتاء، من مؤلفاته: التقرير والتحبير شرح التحرير، وشرح منية المصلي، وذخرة العصر في تفسير سورة العصر، توفي سنة ٨٧٩ هـ. انظر ترجمته في: الضوء اللامع للسخاوي (٩/ ٢١٠)، ووجيز الكلام له (٢/ ٨٥٩)، وشذرات الذهب لابن العماد (٩/ ٤٩٥)، والبدر الطالع للشوكاني (ص/ ٧٧١)، والأعلام للزركلي (٧/ ٤٩).
(٣) انظر: تيسير التحرير (٣/ ٢٣٩). وأمير باد شاه هو: محمد أمين بن محمود الحسيني البخاري، المعروف بأمير باد شاه، ولد بخراسان، ونشأ ببخارى، واستقر بمكة، من علماء المذهب الحنفي، فقيه وأصولي ومفسر، كان فيه شيء من التصوف، من مؤلفاته: تيسير التحرير، وتفسير سورة الفتح، وشرح تائية ابن الفارض، توفي في حدود سنة ٩٧٢ هـ، وقيل: في حدود ٩٨٧ هـ. انظر ترجمته في: مقدمة تيسير التحرير (١/ ٢)، وهدية العارفين للبغدادي (٢/ ٢٤٩)، والأعلام للزركلي (٦/ ٤١)، ومعجم المؤلفين لكحالة (٣/ ١٤٨).
(٤) انظر: موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي (١/ ٤٥٨).
(٥) انظر: أثر العرف في تغير الفتوى لجمال كركار (ص/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>