ويقول محيي الدين النوويُّ في: شرح صحيح مسلم (١/ ٢١٣) عند شرحه حديث: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إِله إِلَّا الله ... ): "وفيه - أي: وفي الحديث - اجتهاد الأئمة في النوازل، وردِّها إِلى الأصول". ويقول شهاب الدين القرافيُّ في: الفروق (١/ ٢٨٥) بعد أنْ بيَّن صعوبة تحرير الفرق بين قاعدة: الصغائر وقاعدة الكبائر، والفرق بين أعلى رُتَبِ الصغائر، وأدنى رُتَب الكبائر: (وهذه مواضع شاقة الضبط ... وفيها غوامض صعبةٌ على الفقيه والمفتي عند حلول النوازل في: الفتاوى والأقضية". وانظر: تقريب الوصول لابن جزي (ص/ ٤٤٧)، وإعلام الموقعين (١/ ٥٥٧)، والقواعد للمقري (٢/ ٤٦٧). (١) انظر: فقه النوازل للدكتور محمد الجيزاني (١/ ٢٢). (٢) انظر: منهج استنباط أحكام النوازل الفقهية المعاصرة للدكتور مسفر القحطاني (ص/ ٨٩)، ونوازل الزكاة للدكتور عبد الله الغفيلي (ص/ ٢٧). (٣) انظر: منهج استنباط أحكام النوازل الفقهية المعاصرة للدكتور مسفر القحطاني (ص/ ٨٩ - ٩٠)، ونوازل الزكاة للدكتور عبد الله الغفيلي (ص/ ٢٨)، حاشية (٢). وقد التمس الدكتور مسفر القحطاني أسبابًا لعدم تعريف متقدمي أهل العلم لمصطلح النازلة، فذكر الآتي: أولًا: أن مصطلح النوازل لم يشتهر ولم ينتشر ويتداول إِلَّا في العصور المتأخرة، وليس عند جميع الفقهاء والأصوليين، بل عند بعضهم. ثانيا: أن مرادفات مصطلح النوازل - والمصطلحات المقاربة له - لا تقل شأنًا في التداول والشيوع عن مصطلح النوازل، ويظن أنَّ إِهمال تعريفه؛ لدخوله تحت المصطلحات المرادفة له المعروفة والمشهورة عند العلماء، كالاقضية والفتاوى، فلا يحتاج إِلى إِفراده بحدٍّ. ثالثًا: أن الذين كتبوا في النوازل اهتموا بالجوانب العملية التطبيقية المعالجة للوقائع والفتاوى النازلة بالناس، ولم يهتموا بالجوانب النظرية الَّتي تؤصل وتبيّن مصطلح النوازل، ومنهج استخراج الأحكام فيه. وانظر: نوازل الزكاة للدكتور عبد الله الغفيلي (ص/ ٢٨)، حاشية (٢). =