للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي حنيفةَ (١) ... فحضرنا في حرمِ الصخرةِ المقدسة - طهرها الله - معه، وشهد (٢) علماءُ البلدِ، فسُئلَ على العادةِ عن قتلِ المسلمِ بالكافرِ؟ فقال: يُقتلُ به قصاصًا. فطولبَ بالدليلِ، فقال: الدليلُ عليه: قولُه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} (٣)، وهذا عامٌ في كلِّ قتيلٍ.

فانتدبَ معه للكلام فقيهُ الشافعية بها، وإمامهم: عطاءُ المقدسي (٤)، وقالَ: ما استدلَّ به الشيخُ الإمامُ لا حُجَّةَ له فيه مِنْ ثلاثة أوجه" (٥)، وساقَ الأوجهَ، ثم ردَّ الفقية الحنفيُّ على استدلالات مخالفه (٦).

المثال الثاني: ما ذكره ابن العربي - أيضًا - مِنْ مناظراتِه للظاهريةِ في دفاعِه عن موطأِ إمامِه الإمامِ مالكٍ، بقوله: "إنَّما حَمَلَني على جمعِ هذا المجموعِ - أي: كتابه: (المسالك في شرح موطأ مالك) - بما فيه إنْ


= ترتيب المدارك للقاضي عياض (٣/ ٣١٢)، و (٥/ ٢، ٣٤، ٢٥٧، ٢٦٥)، و (٦/ ٢٦٨)، و (٧/ ٢٤٩)، و (٨/ ١٦٤)، وسير أعلام النبلاء (١٧/ ١٩٣)، و (١٨/ ٥٥٠)، و (١٩/ ١١٦)، و (٢١/ ٢٠٨)، و (٢٢/ ١٧٠)، وطبقات الشافعية للإسنوي (١/ ٢٣٩، ٤٥٠)، والجواهر المضية للقرشي (١/ ٩٦)، و (٣/ ٥٤٨)، وطبقات الشافعية لابن كثير (١/ ١٣٠)، و (٢/ ٥٠٩، ٦٠٨، ٦٢٥، ٦٤٧، ٧٧١)، والذيل على طبقات الحنابلة (١/ ٣٢٦، ٣٦٤، ٣٨٨، ٤٢٨، ٤٤٨)، و (٤/ ١٥٠، ٣١١، ٣٢٣، ٤٩٨)، والديباج المذهب لابن فرحون (١/ ١٥٨)، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن قاضي شهبة (١/ ٣٤٧، ٣٦٥)، و (٢/ ٧٧، ١٥٩، ١٧٨)، وحسن المحاضرة للسيوطي (١/ ٤٤٥)، والمنهج الأحمد للعليمي (٣/ ٧٥، ١٢٦، ١٦٦، ١٧٤)، و (٤/ ٩٨، ٢٤٦، ٢٦٢)، والسحب الوابلة لابن حميد (٣/ ٩٣٣)، والفوائد البهية لعبد الحي الكنوي (ص/ ٢٢٧، ٢٣٦).
(١) هو: الزوزني.
(٢) شَهِدَ بمعنى: حضر. انظر: القاموس المحيط، مادة: (شهد)، (ص/ ٣٧٢).
(٣) من الآية (١٧٨) من سورة البقرة.
(٤) هو: عطاء المقدسي أبو الفضل، يقول عنه جمال الدين الإسنوي في: طبقات الشافعية (٢/ ٤١٣): "ذكره أبو بكر بن العربي في كتابه: (النفيس)، فقال: كان شيخَ الشافعية بالمسجد الأقصى فقهًا وعلمًا، وشيخَ الصوفية طريقةً، وكان موجودًا في حياة الشيخ نصر المقدسي". ونصر المقدسي كان حيًا سنة ٤٨٠ هـ. انظر: المصدر السابق (٢/ ٣٩٠).
(٥) أحكام القرآن (١/ ٦٣).
(٦) المصدر السابق (١/ ٦٣ - ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>