للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المثال الرابع: القولُ بجوازِ الوضوءِ بماءِ العطور الحديثة (الكولونيا).

ذَهَبَ الأستاذُ محمد عبده (١) إلى القولِ بأنَّ ماءِ الكولونيا أحسنُ شيءٍ للوضوءِ؛ لأنَّه يمنعُ آثارَ المرضِ (٢).

ولا يخفى أنَّ القولَ بجوازِ الوضوءِ بماء الكولونيا قولٌ غريبٌ، فكيفَ بالقولِ بأنَّ الوضوءَ به أحسن شيءٍ؟ !

المثال الخامس: القولُ بتأخيرِ أداءِ صلاةِ الجمعةِ للمقيمين في الدولِ الغربيةِ إلى يوم الأحدِ.

اقترحَ بعضُ المقيمين في البلادِ الغربية تأخيرَ أداءِ صلاةِ الجمعةِ إلى يوم الأحد؛ لأنَّه يومُ عطلةٍ وإجازةٍ، وفي تأخيرِ الصلاة إليه تشجيعٌ للمسلمين على الحضور (٣).

وهذا قولٌ غريبٌ، لم يقلْ به أحدٌ مِن العلماءِ المعتبرين (٤).

* * *


(١) هو: محمد بن عبده بن حسن بن خير الله، ولد بمصر سنة ١٢٦٦ هـ طلب العلم في الأزهر، وعين مدرسًا للتاريخ في دار العلوم، كان من المتأثرين بدعوة جمال الدين الأفغاني ومنهجه، واشتغل بالشأن السياسي بمصر، وله مشاركة في الكتابة الصحفية، ومن دعواته الدعوة إلى التقريب بين الأديان، من مؤلفاته: رسالة في وحدة الوجود، وتاريخ إسماعيل باشا، وشرح نهج البلاغة، وفلسفة الاجتماع والتاريخ، توفي سنة ١٣٢٣ هـ. انظر ترجمته في: تاريخ الأستاذ الإمام لرشيد رضا (١/ ١٦)، والفكر السامي لمحمد الحجوي (٤/ ٢٠٠)، والأعلام الشرقية لزكي مجاهد (٢/ ٥١٢)، والأعلام للزركلي (٦/ ٢٥٢)، والمعاصرون لمحمد كرد علي (ص/ ٣٤٣)، وحاضر العالم الإسلامي (١/ ٢٨٣)، ومنهج المدرسة العقلية الحديثة للدكتور فهد الرومي (ص/ ١٢٤).
(٢) انظر: تاريخ الأستاذ الإمام لرشيد رضا (١/ ٩٤٤).
(٣) انظر: المناسبة الشرعية وتطبيقاتها المعاصرة للدكتور نور الدين الخادمي (ص/ ٣٣٨).
(٤) انظر: المصدر السابق (ص/ ٣٣٩). وللاطلاع على مزيد من الأمثلة انظر: القول الشاذ للدكتور أحمد المباركي (ص/ ١٠٥ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>