للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثلة القول الجديد عند الشافعية:

المثال الأول: يقولُ محيي الدين النوويُّ: "مَنْ لم يجدْ ماءً ولا ترابًا لزمه في الجديدِ: أنْ يصلي الفرضَ، ويُعيدَ" (١).

المثال الثاني: يقولُ إمامُ الحرمينِ الجويني: "وممَّا نذكرُه ... أنَّ الرجلَ إذا انفردَ بنفسِه في الصلاةِ، وكان ذلك في موضعٍ لم يَنْتَه إليه صوتُ مؤذنٍ، فظاهرُ المذهبِ: أنَّه يُؤذنُ ويقيمُ، وهو المنصوص عليه في الجديدِ" (٢).

المثال الثالث: يقولُ أبو القاسمِ الرافعي: "لو اعتكفت المرأةُ في مسجدِ بيتِها، وهو المعْتزَلُ المهيأُ للصلاةِ، هل يصحّ؟ فيه قولانِ: الجديد - وبه قالَ مالكٌ وأحمدُ -: لا" (٣).

ثالثًا: القول عند الحنابلة:

المرادُ بالقولِ عند الحنابلةِ: ما قاله علماءُ المذهب الحنبلي منسوبًا إلى الإمامِ أحمدَ (٤).

يقولُ المرداويُّ: "القولُ يشمل: الوجهَ، والاحتمالَ، والتخريجَ، وقد يشملُ الروايةَ - وهو كثيرٌ في كلامِ المتقدمين، كأبي بكرٍ وابنِ أبي موسى (٥)، وغيرِهما - والمصطلحُ الآن على خلافِه" (٦).


(١) منهاج الطالبين (١/ ١٣٠).
(٢) نهاية المطلب (٢/ ٤٥).
(٣) العزيز في شرح الوجيز (٣/ ٢٦٢).
(٤) انظر: مقدمة تحقيق شرح الزركي على مختصر الخرقي (١/ ٦٧)، ومقدمة تحقيق الانتصار في المسائل الكبار (١/ ١٨٣)، والاصطلاحات الفقهية عند الحنابلة للدكتور عبد الكريم اللاحم (ص/ ٢٣١)، ومقدمة تحقيق التوضيح للشويكي (١/ ١١٨).
(٥) هو: محمد بن أحمد بن أبي موسى، أبو علي الهاشمي، ولد سنة ٣٤٥ هـ من أعيان المذهب الحنبلي، كان سامي الذكر، عالي القدر، محدثًا فقهيًا أصوليًا، كانت له حلقة بجامع المنصور يفتي بها، وقد تولى منصب القضاء، من مؤلفاته: الإرشاد إلى سبيل الرشاد، توفي سنة ٤٢٨ هـ. انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (٣/ ٣٣٥)، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص/ ٦٩١)، والمقصد الأرشد لابن مفلح (٢/ ٣٤٢)، والمنهج الأحمد للعليمي (٢/ ٣٣٦)، والدر المنضد له (١/ ١٩٢)، وشذرات الذهب لابن العماد (٥/ ١٣٨).
(٦) الإنصاف (١/ ٦ - ٧). وانظر: مقدمة تحقيق التوضيح للشويكي (١/ ١١٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>