للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وردَّ ابنُ فرحون القولين كليهما بقولِه: "وكلاهما بعيدٌ؛ لأنَّه - أي: ابن الحاجب - لو قَصَدَ هذه العبارة - أيْ: الأشهر - لرشاقتِها وقِلَّة حروفها؛ لاقتصرَ عليها، ولم يذكر المشهورَ، أو كان يأتي بها غالبًا، والأمرُ بالعكسِ.

والمحملُ الثاني بعيدٌ أيضًا؛ لأنَّ المؤلِّفَ كان مِنْ أَوْرَع الناسِ، ولم تَجْرِ عادتُه بالدخولِ في عُهْدَةِ التشهيرِ، وإنَّما هو ناقلٌ عن غيرِه" (١).

مثال الأشهر عند المالكية:

المثال الأول: يقول ابنُ الحاجبِ: "والمَرْهمُ النَجِسُ يُغَسلُ على الأشهرِ" (٢).

المثال الثاني: يقولُ ابنُ الحاجبِ - أيضًا - في باب: (صلاة الخوف): "صلاةُ الخوفِ نوعان: ... الثاني: عند الخوفِ مِنْ مَعَرَّتِه (٣) - أي: العدو - لوصلوا بأجمعهم، كالسفرِ، والحضرِ على الأشهرِ" (٤).

الفرق بين (الأصح)، و (الأشهر) عند المالكية:

فرَّقَ بعضُ علماءِ المالكية بينَ (الأصح)، و (الأشهر) بأنَّ الأفضليةَ في: (الأصحِّ) راجعةٌ إلى زيادةِ قوةِ الدليلِ، وأمَّا: (الأشهر)، فأفضليته راجعةٌ إلى زيادةِ قوةِ اشتهارِ دليلِه، أو إلى زيادةِ اشتهارِ القائلين به، على الخلافِ في معنى المشهورِ (٥).

ثالثًا: المشهور عند الشافعية:

استعملَ عددٌ مِنْ - علماءِ الشافعية مصطلحَ: (المشهور)، وأبانوا عن معناه، وظَهَرَ في ذلك اتجاهانِ:


(١) المصدر السابق (ص/ ٨٩).
(٢) جامع الأمهات (ص/ ٣٧ - ٣٨).
(٣) المعرة: الإصابة. انظر: المصباح المنير للفيومي، مادة: (عرا)، (ص/ ٣٣١).
(٤) جامع الأمهات (ص/ ١٢٦).
(٥) انظر: كشف النقاب الحاجب لابن فرحون (ص/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>