للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثلة التوجيه عند الحنابلة:

المثال الأول: يقولُ ابنُ مفلحٍ: "إنْ قدَّمَ الوصيُّ غيرَه - أيْ: في الصلاةِ على الميت -: فوجهانِ، ومَنْ قدَّمه وليٌّ بمنزلتِه.

قالَ أبو المعالي (١): فإنْ غابَ الأقربُ بمكانٍ تفوتُ الصلاةُ بحضورِه، تحوَّلتْ للأبعدِ، فله منعُ مَنْ قُدِّمَ بوكالةٍ ورسالةٍ.

كذا قال ... ويتوجه: لا؛ كنكاحٍ، ويتوجّه فيه تخريجٌ مِنْ هنا" (٢).

المثال الثاني: يقولُ ابنُ مفلحٍ: "إنْ قَصَدَ في طوافِه بالبيتِ غريمًا، وقَصَدَ معه طوافًا بنيّة حقيقيةٍ، لا حكميةٍ، توجّه: الإجزاء في قياسِ قولِهم، ويتوجه احتمالٌ؛ كعاطسٍ قَصَدَ بحمدِه قراءةً" (٣).

المثال الثالث: يقولُ المرداويُّ: "ظاهرُ كلامِ ابن قدامةَ أنَّه يُكَبّرُ - أي: أن المصلي يُكبّرُ التكبيرَ المقيّدَ - إذا لم يُحْدِثْ، ولم يخرجْ مِن المسجدِ، ولو طالَ الفصلُ، وهو ظاهرُ كلامِ جماعةٍ مِن الأصحاب، قاله في (الفروعِ)، وجَعَلَ القولَ به توجيهَ احتمالٍ، وتخريج مِن عنده" (٤).

* * *


(١) هو: أسعد - ويسمى: محمد - بن المنجى بن بركات بن المؤمل التنوخي المعري، ثم الدمشقي، أبو المعالي وجيه الدين، ولد سنة ٥١٩ هـ تفقه ببغداد على مذهب الإمام أحمد مدة، وبرع فيه، كان شيخًا جليلًا علامةً شاعرًا، له المعرفة التامة، وحدَّث بدمشق، وقد ولي قضاء حران في دولة الملك نور الدين، من مؤلفاته: الخلاصة في الفقه، والعمدة، والنهاية في شرح الهداية، توفي سنة ٦٠٦ هـ ودفن بسفح قاسيون. انظر ترجمته في: التكملة لوفيات النقلة للمنذري (٢/ ١٧٦)، وسير أعلام النبلاء (٢١/ ٤٣٦)، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (٣/ ٩٨)، والمقصد الأرشد لابن مفلح (١/ ٢٧٩)، والمنهج الأحمد للعليمي (٤/ ٨١)، والدر المنضد له (١/ ٣٢٨).
(٢) الفروع (٣/ ٣٣١).
(٣) المصدر السابق (٦/ ٣٨).
(٤) الإنصاف (٢/ ٤٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>