وقد أشار الإمام أحمد - كما في: المنتخب من العلل لابن قدامة (ص/ ١٣٦) - إلى إعلال الحديث بالوقف على أبي هريرة رضي الله عنه -. وضعف الحديثَ ابنُ حزم في: الإحكام في أصول الأحكام (٦/ ١٣٥) بتدليس أبي الزبير، والألبانيُّ في: سلسلة الأحاديث الضعيفة (١/ ق ١/ ٣٨٣)، وأعله بعنعنة ابن جريج، وأبي الزبير، فإنهما مدلسان. ويشهد للحديث ما جاء عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يخرج الناسُ من المشرق إلى المغرب في طلب العلم، يضرب إليه بأكباد الإبل، فلا يجدون أعلم من عالم المدينة)، وأخرجه: ابن عدي في: الكامل في الضعفاء (١/ ٨٩). وفي سنده انقطاع، انظر: تحقيق مؤسسة الرسالة لمسند الإمام أحمد (١٣/ ٣٦٠) (١) هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيجٍ الأموي مولاهم، أبو خالد وأبو الوليد المكي، ولد سنة ٨٠ هـ أصله روميُّ، كان إمامًا حافظًا علامةً، من أوعية العلم، صاحب تعبد وتهجد، وما زال يطلب العلم حتى كبر وشاخ، وهو أول من دون العلم بمكة، وكان شيخ الحرم المكي، وقيل عنه: سيد شباب أهل الحجاز، سمع من عطاء بن أبي رباح، ونافع، توفي سنة ١٤٩ هـ وقيل: سنة ١٥٠ هـ وقيل: سنة ١٥١ هـ. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل للرازي (٥/ ٣٥٦)، وطبقات الفقهاء للشيرازي (ص/ ٦٦)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ١٦٣)، وتهذيب الكمال للمزي (١٨/ ٣٣٨)، وسير أعلام النبلاء (٦/ ٣٢٥)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (١/ ١٦٩)، وميزان الاعتدال له (٢/ ٦٥٩)، وطبقات المفسرين للداودي (١/ ٣٥٨). (٢) هو: سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي، مولى محمد بن مزاحم، ولد سنة ١٠٧ هـ كان إمامًا كبيرًا، حافظ عصره، ومحدِّث الحرم، وقد طلب الحديث وهو حَدَث، ولقي الكبار، وحمل عنهم علمًا جمًا، وأتقن وجود، وجمع وصنَّف، وانتهى إليه علو الإسناد، ورُحل إليه من البلاد، قال الإمام الشافعي: "لولا مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز"، وقال عبد الله بن وهب: "لا أعلم أحدًا أعلم بتفسير القرآن من ابن عيينة"، روى عن أبي إسحاق السبيعي، والأسود بن قيس، والزهري، من مؤلفاته: جوابات القرآن، توفي سنة ١٩٨ هـ. انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٤٩٧)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (١/ ٣٩١)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (١/ ٢٦٢)، وسير أعلام النبلاء (٨/ ٤٥٤)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٤/ ١٠٤)، وطبقات المفسرين للداودي (١/ ١٩٦)، وشذرات الذهب لابن العماد (٢/ ٤٦٦).