للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعروةُ بن الزُّبَيْر (١) " (٢).

وكلامُ عليِّ بنِ المديني محمولٌ فيما ظَهَرَ لي على أولِ أحوالِ هؤلاءِ التابعين في العِلمِ، وعلى معرفتِهم الدقيقةِ بأقوالِ الصحابي، ثمَّ بعدَ أنْ حصّلوا درجةَ الاجتهادِ، اجتهدوا في المسائلِ (٣)، فما أفتوا فيه بقولِ الصحابي فمِنْ بابِ: موافقةِ العالمِ للعالمِ، لا مِنْ بابِ: التقليدِ.

يقولُ شاه وليُّ الله الدهلوي عن التابعين: "صارَ لكلِّ عالمٍ مِنْ علماءِ التابعينَ مذهبٌ على حيالِه، فانتصبَ في كلِّ بلدٍ إِمامٌ ... " (٤).

ويقولُ الإِمامُ ابنُ جريرٍ الطبري: "وقد قِيلَ: إِنَّ ابنَ عمر وجماعةً ممَّنْ


= سيد التابعين في وقته، وأحد الفقهاء السبعة، من العلماء العاملين، سمع من عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت - رضي الله عنه -، قال عنه قتادة: "ما رأيتُ أعلم من سعيد بن المسيب"، وقال عنه ابنُ المديني: "هو عندي أجل التابعين"، توفي سنة ٩٣ هـ. انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ١١٩)، وطبقات الفقهاء للشيرازي (ص/ ٥١)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٢/ ٣٧٥)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (١/ ٢١٩)، وسير أعلام النُّبَلاء (٤/ ٢١٧)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (١/ ٥١).
(١) هو: عروة بن الزُّبَيْر بن العوام بن خويلد، أبو عبد الله القرشي الأسدي المدني، ولد سنة: ٢٣ هـ وقيل: ٢٩ هـ أحد الفقهاء السبعة، وعالم المدينة، كان فقيهًا عالمًا مأمونًا، ثقةً كثير الحديث، قال عنه عمر بن عبد العزيز: "ما أحدٌ أعلم من عروة بن الزُّبَيْر"، توفي سنة ٩٣ هـ وقيل: ٩٤ هـ وقيل: سنة ٩٩ هـ. انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ١٧٨)، والتاريخ الكبير للبخاري (٧/ ٣١)، وطبقات الفقهاء للشيرازي (ص/ ٥٢)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ٢٥٥)، وتهذيب الكمال للمزي (١١/ ٢٥)، وسير أعلام النُّبَلاء (٤/ ٤٢١)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (١/ ٥٨)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٣/ ٩٢).
(٢) العلل (ص / ١٢٠ - ١٢٣). وانظر في الموضوع ذاته: المصدر السابق (ص/ ١٣٠ - ١٣٥)، والمعرفة والتاريخ للفسوي (١/ ٣٥٣)، والمدخل إِلى السنن الكبرى للبيهقي (١/ ١٤٩ - ١٥٢)، وخطبة الكتاب المؤمل للرد إِلى الأمر الأول لأبي شامة (ص/ ٦٤ - ٦٧)، وإِعلام الموقعين (١/ ٣٨)، وحجة الله البالغة للدهلوي (١/ ٤٠٩).
(٣) انظر: خطبة الكتاب المؤمل للرد إِلى الأمر الأول لأبي شامة (ص/ ٩٩)، وحجة الله البالغة للدهلوي (١/ ٤٥٣).
(٤) حجة الله البالغة (١/ ٤٤٣)، والإِنصاف في بيان سبب الخلاف (ص/ ٩). وانظر: مناهج الاجتهاد في الإِسلام للدكتور محمد مدكور (ص/ ٥٧٥)، وتاريخ الفقه الإِسلامي للدكتور أحمد الحصري (ص/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>