للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذاهبِ الأخرى، ويحطُّ مِنْ شَأنِهم (١).

الصورة الثانية: الانتصارُ للمذهبِ على سبيلِ التفصيلِ، وذلك بذِكرِ حُجَجِ الإمامِ وأصحابِه في المسائلِ الخلافيةِ بين الأئمةِ، وتفنيدِ أدلةِ معارضيه، وقد صنّفَ المتمذهبون في ذلك كُتُبًا، عُرِفَت بكُتُب الخلاف (٢).

ولم تخلُ بعضُ هذه الانتصاراتِ مِنْ بعضِ الممارساتِ السلبيةِ، كالتكلّفِ في الاستدلالِ للمذهبِ، وفي المناقشةِ لأدلةِ المخالفين (٣)، وكتركِ أدلةِ المخالفين القويّةِ وإغفالِ ذكرِها.

لقد اتسمتْ تلك القرون وخاصةً القرن السادس والقرن السابع بكثرةِ العلمِ، فقد كانت المعلوماتُ كثيرةً جدًّا، وقد اهتمَّ بها الدارسون، فعَكَفوا عليها، لكنَّ هذه الكثرةَ لم يأتِ ما يناسبها من جودةِ النقدِ والترجيحِ لدى طائفةٍ كبيرةٍ من المتمذهبين؛ لإصرارِهم على الالتزام بالمذهب، وتعصّبِهم له (٤).

وممَّا بَرَزَ في القرون: الرابع الهجري وما بعده إلى القرن السابعِ الهجري:

الأمر الأول: انتشارُ ظاهرةِ التمذهبِ للأئمةِ، بحيثُ أصبحتْ هي


(١) انظر: تاريخ التشريع الإسلامي لمحمد الخضري (ص/ ٣٣٣)، وتاريخ الفقه الإسلامي للدكتور بدران أبو العينين (ص/ ٩٨).
(٢) انظر: المصدرين السابقين، والإنصاف في بيان سبب الاختلاف للدهلوي (ص/ ٣٨)، والاجتهاد والتقليد للدكتور محمد الدسوقي (ص/ ١٨٣)، وتاريخ الفقه الإسلامي لمحمد السايس (ص/ ١٨٠)، وتاريخ الفقه الإسلامي للدكتور عبد الودود السريتي (ص/ ١٢٦)، وتاريخ التشريع للدكتور محمود عثمان (ص/ ٢٨٠)، وبلوغ الأماني للدكتور الحسن العلمي (ص/ ١٦٩)، وتاريخ الفقه الإسلامي للدكتور أحمد الحصري (ص/ ٢٢٠)، والفقه الإسلامي للدكتور سليمان العطوي (١/ ١١٤)، وتاريخ الفقه الإسلامي لإلياس دردور (١/ ٦٤٩).
(٣) انظر: تاريخ التشريع الإسلامي لمحمد الخضري (ص/ ٣٣٣)، وتاريخ الفقه الإسلامي للدكتور بدران أبو العينين (ص/ ٩٨)، وتاريخ الفقه الإسلامي لمحمد السايس (ص/ ١٨٠).
(٤) انظر: ابن حزم - حياته وعصره لمحمد أبو زهرة (ص/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>