للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له فوقَ منزلتِه، ورفعٌ له إلى درجةِ الأنبياءِ؟

مَنْ رأى أنَّه ليس في عدمِ الخروجِ عن أقوالِ إمامِ المذهبِ تنزيلٌ له فوقَ منزلتِه، ورفعٌ له إلى درجةِ الأنبياءِ، جوّزَ - أو أوجبَ - التمذهبَ، وهذا ما سارَ عليه أصحابُ القولِ الأولِ، وأصحابُ القولِ الثاني.

ومَنْ رأى أن في عدمِ الخروح عن أقوالِ إمامِ المذهب تنزيلًا له فوقَ منزلتِه، ورفعًا له إلى درجةِ الأنبياءِ، مَنَعَ التمذهبَ، وهذَا ما سارَ عليه أصحابُ القولِ الرابعِ (١).

يقولُ محمد حياة السندي: "إنْ لم يقدرْ - أي: على معرفةِ القرآنِ والسنةِ - فعليه أنْ يُقلّدَ العلماءَ مِنْ غيرِ التزامِ مذهبٍ؛ لأنَّه يُشْبِه اتخاذه نبيًا" (٢).

السبب السادس: واقعُ بعضِ المتمذهبين مِنْ تعصّبِهم المقيتِ لأقوالِ إمامِهم، وردّ النصوصِ مِن الكتابِ والسنةِ؛ لمخالفتِها المذهبِ، وعدم الالتفاتِ إلى الأدلةِ الشرعيةِ إلا علَى سبيلِ الندرةِ (٣)، وترك ردِّ ما تنازعوا فيه إلى الكتاب والسنةِ (٤)، والقول بإغلاقِ باب الاجتهادِ (٥)، وغير ذلك من صور التعصبِ، الأمر الذي أورث عند بعضِ العلماءِ موقفًا شديدًا ضدّ هؤلاءِ المتمذهبين المتعصبين.

السبب السابع: هل كل مجتهد مصيب؟

تُعدُّ مسألة: (التصويب والتخطئة) إحدى المسائلِ الأصوليةِ التي طال


(١) انظر: العلم الشامخ للمقبلي (ص/ ٣٨٩)، وإيقاظ همم أولي الأبصار للفلاني (ص/ ٧٠)، وإيقاظ الوسنان لمحمد الحسني (ص/ ١١٦)، وبدعة التعصب المذهبي لعباسي (ص/ ٢٩٢، ٩١).
(٢) نقل كلامَ محمد السندي صالحٌ الفلاني في: إيقاظ همم أولي الأبصار (ص/ ٧٠).
(٣) انظر: بدعة التعصب المذهبي لعباسي (ص/ ٥٤).
(٤) انظر: قواعد الأحكام لابن عبد السلام (٢/ ٢٧٥).
(٥) انظر: العلم الشامخ للمقبلي (ص / ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>