للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: مذهب الإمام سفيان الثوري.

يقولُ ابنُ العمادِ (١) عن سفيان الثوري: "كانَ صاحبَ مذهبٍ" (٢).

ويقولُ القاضي عياضٌ عن مذهبِ الثوري: "لم يكثرْ أتباعُ مذهبِه، ولم يَطُلْ تقليدُه، وانقطعَ عن قريبٍ" (٣).

ولعل القاضي يقصدُ إقليمًا مِن الأقاليمِ، أو بحسبِ ما انتهى إليه علمُه، إذ يقولُ تقيُّ الدّينِ بنُ تيميةَ (ت: ٧٢٨ هـ) عن مذهبِ الثوري: "له مذهبٌ باقٍ اليومَ بأرضِ خراسانَ" (٤).

ويقولُ ابنُ رجبٍ: "وُجِدَ في آخر القرنِ الرابعِ سفيانيون" (٥).

وكان مذهبُه في الكوفة (٦).

وقد نُقِلَت بعضُ أقوال الثوري في كتبِ الخلافِ وفي الكتبِ التي


(١) هو: عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الدمشقي الصالحي، أبو الفلاح، المعروف بابن العماد، ولد في دمشق سنة ١٠٣٢ هـ أخذ العلم عن أعيان عصره من أهل دمشق والقاهرة وغيرهما، ورحل في سبيل الاستزادة منه، كان فقيهًا حنبليًا، أديبًا مؤرخًا منصفًا متفننًا، مائلًا إلى نظم الشعر، اشتغل بالتدريس، وانتفع به كثيرٌ من أهل عصره، من مؤلفاته: بغية أولي النهى في شرح غاية المنتهى، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب، ومعطية الأمان من حنث الأيمان، توفي في مكة سنة ١٠٨٩ هـ. انظر ترجمته في: خلاصة الأثر للمحبي (٢/ ٣٣١)، والنعت الأكمل للغزي (ص/ ٢٤٠)، والسحب الوابلة لابن حميد (٢/ ٤٦٠)، والأعلام للزركلي (٣/ ٢٩٠)، وتراجم لمتأخري الحنابلة لابن حمدان (ص/ ١٤٤)، ومعجم المؤلفين لكحالة (٢/ ٦٧)، وتسهيل السايلة لابن عثيمين (٣/ ١٥٧١).
(٢) شذرات الذهب (٢/ ٢٧٥).
(٣) ترتيب المدارك (١/ ٦٦). وانظر: الديباج المذهب لابن فرحون (١/ ٦٢)، وتاريخ الفقه الإسلامي للدكتور بدران أبو العينين (ص/ ١٧١)، والتشريع الإسلامي للدكتور عمر الجيدي (ص/ ٧٦)، والمدخل لدراسة الفقه للدكتور محمد موسى (ص/ ١٧٩).
(٤) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٢٠/ ٥٨٣).
(٥) نقل ابنُ العماد قولَ ابن رجب في: شذرات الذهب (٢/ ٢٧٥). وانظر: إتحاف السادة المتقين للزبيدي (١/ ١٩١).
(٦) انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (١/ ٦٤)، والديباج المذهب لابن فرحون (١/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>