للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصحيح مسلم) ولعمري إنَّهما عن الصحةِ خاليان! " (١).

ويقولُ الدكتور عمرو خليفة: "لم يعتمد الفقهُ الإباضي - خلال تاريخِه الطويلِ - إلا على مواد إباضية مرويةٍ من قِبَل علماء إباضيين، أمَّا مجموعات الأحاديث السنية الأخرى، فلم تستخدمْ في أيّةِ مرحلةٍ ... وكان الإباضيون لا يزالون يُثَبِّطُون استخدامَ مجموعات الأحاديثِ السنية ... فإن النظامَ الفقهيَّ الإباضي كان قائمًا على مواد ترويها المصادرُ الإباضيةُ فقط، وتطور خلال تاريخِه في إطارِ هذه المواد" (٢).

الثامن: إذا كان اعتقادُ المرءِ على الوجهِ الصحيحِ، فإنَّ في تمذهبِه بمذهبٍ فقهي لأحدى الفرقِ المبتدعة تناقضًا بيّنًا (٣)، فكيفَ يكونُ المرءُ سنيًا في اعتقادِه في حين أنَّه في الفقهِ وأصولِه على مذهبٍ غيرِ سني؟ !

فجوازُ التمذهبِ بالمذهبِ الفقهي مفرَّعٌ على جوازِ الأخذِ بأقوالِهم في الاعتقادِ.

التاسع: أنَّ في المذاهبِ الفقهيةِ لفرقِ المبتدعةِ قلّةَ فقهٍ، وضعفَ نَظَرٍ.

يقولُ تقي الدين بنُ تيمية عن الرافضة: "أمَّا الفقه، فهم مِنْ أبعدِ الناسِ عن الفقهِ" (٤).

العاشر: تضمنت بعضُ المذاهبِ أقوالًا خطيرةً وشنيعةً، مثلُ: القولِ بالتَّقِيَّة (٥)،


(١) الزيدية (ص/ ٣٥).
(٢) دراسات عن الإباضية (ص/ ١٣١).
(٣) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٤/ ١٧٧).
(٤) منهاج السنة النبوية (٦/ ٣٧٩ - ٣٨٠).
(٥) انظر: المصدر السابق (١/ ٦٩). والتَّقِيَّة عند الرافضة: الإظهار باللسان خلاف ما ينطوي عليه القلب؛ للخوف على النفس، إذا كان ما يبطنه هو الحق. انظر: التبيان في تفسير القرآن للطوسي (٢/ ٤٣٤)، بواسطة: التقريب بين أهل السن والشيعة للدكتور أحمد علي (ص/ ٣١٣).
والتعريف المذكور لا ينطبق على حالات التقية عندهم، فهم يقولون بالتقية في غير مجال الضرورة والحاجة، ويطبقوها بعضهم بإظهار موافقته لأهل السنة - الذي يراه باطلًا وكتمان مذهبهم، الذي يرونه الحق، والتُقْيَة تعد ركيزة في بنية المذهب الرافضي. انظر: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة للدكتور ناصر القفاري (١/ ٣٣٠ وما بعدها)، وأصول مذهب =

<<  <  ج: ص:  >  >>