للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليها بالنواجذ (١) وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" رواه أبو داود والترمذى وقال: حديث حسن صحيح. فقد أوصانا صلوات الله وسلامه عليه بلزوم سنته وسنة خلفائه الراشدين الذين هم على طريقته وحرض على ذلك بقوله: "عَضُّوا عليها بالنواجذ".

وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم آنه قال: "من تمسك بسنتى عند فساد أمتى فله أجر مائة شهيد" (٢) رواه الطبراني والبيهقي.

وعن عابس بن ربيعة قال: "رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر - يعنى الأسود - ويقول: إنى أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقيلك ما قبلتك" متفق عليه.

وروى الحاكم عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه خطب في حجة الوداع فقال: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضى أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا. إنى تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا كتاب اللَّه وسنة نبيه".

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا بنى إن قدرت أن تصبح وتمسى ليس في قلبك غش لأحد فافعل ثم قال: "يا بنى وذلك من سنتى ومن أحب سنتى فقد أحبنى ومن أحبنى كان معى في الجنة" رواه الترمذى وقال: حديث حسن وقال: في الشفاء وشرحه: قال عمر ابن عبد العزيز -رحمه الله تعالى -: "سن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وولاة الأمور - يعنى الخلفاء الراشدين - بعده سننًا الأخذ بها تصديق لكتاب الله": أي حيث قال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (٣)، "واستعمال لطاعة الله": أي في طاعة رسوله لقوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (٤) وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: "عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى". "وقوة على الدين": أي على كمال ملته وجمال شريعته. "ليس لأحد تغييرها": بزيادة أو نقصان فيها. "ولا تبديلها": بغيرها ظنًّا أنه أحسن منها. "ولا النظر في رأى من خالفها"، "من


(١) الأضراس، وقيل: الأنياب، والعض: المسك بجميع الفهم، والنهش: المسك بمقدم الأسنان، فكأنه - صلى الله عليه وسلم - يقول: الزموا السنة واحرصوا عليها كما يحرص العاض على الشئ بنواجذه خوفًا من ذهابه وتفلته.
(٢) لشدة ما يقاسيه في تغيير المنكر وصبره على أذى الناس.
(٣) [سورة الحشر: الآية ٧].
(٤) [سورة النساء: الآية ٨٠].

<<  <   >  >>