الإضافية كل عمل اشتبه أمره فلم يتبين أهو بدعة فينهى عنه أو غير بدعة فيعمل به، فمثل هذا الفعل له جهتان، والبدعة الإضافية هى الواقعة ذات وجهين، ومن أمثلة ذلك التبرك بغير آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن ثبتت ولايته واتباعه للسنة أخذًا بما ثبت عن كثير من الصحابة أنهم تبركوا بآثاره - صلى الله عليه وسلم -، فقد ثبت أنهم كانوا يتمسحون بفضل وضوءه ويدلكون بنخامته وجوههم وجلودهم، وشربوا دم حجامته، وشربت خادمته بوله عليه الصلاة والسلام، وتبركوا بشعره وثوبه وغيرهما. روى البخارى عن المسور وغيره في كتاب البيوع، باب الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب وهو حديث طويل فيه:
(ثم إن عروة) هو عروة بن مسعود وجهته قريش عام صلح الحديبية إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأى من تعظيم أصحابه له ما رأى وأخبر به قريشًا:"جعل يرمق أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. بعينيه، قال: فوالله ما تنخم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك به وجهه وجلده" تبركًا بفضلاته، وزاد ابن إسحاق:"ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه"، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيمًا له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشى، والله إن رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيمًا له".
فهذا التبرك ظاهره أنه مشروع نظير ما وقع من الصحابة وإقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم لكن عارض ذلك أصل مقطوع به في متنه مشكل في تنزيله، وهو أن الصحابة رضي الله عنهم بعد موته عليه الصلاة والسلام لم يقع