إلَّا الله) لتكون آخر كلامه، لحديث:"من كان آخر كلامه لا إله إلَّا الله دخل الجنة" رواه أحمد وأبو داود، ولا ينبغى للملقن أن يقول له: قل: لا إله إلَّا الله إلى آخره أو يلح عليه بذلك لئلا يضجر لشدة كربه فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق.
والسنة أيضًا عند الاحتضار الإكثار من الدعاء للميت والحاضرين سرًّا لأن الملائكة يحضرون ويؤمنون على دعاء الداعى، وقراءة سورة يس والرعد، فقد أخرج ابن أبي شيبة المروزى عن جابر بن زيد قال: كان يستحب إذا حضر الميت أن يقرأ عنده سورة الرعد، فإن ذلك يخفف عن الميت، وأنَّه أهون لقبضه وأيسر لشأنه، ويستحب أيضًا سورة يس بعد الموت، فإن الميت لبقاء إدراك روحه كالحى بالنسبة
لسماع القرآن وحصول بركته له، وإذا صح السلام عليه فالقراءة عليه أولى، لكن العامة تعتقد أنه لولا قراءة إلإخلاص لا تصعد روحه إلى السماء، فيتأكد بيان أن ذلك خطأ.
(ومن ذلك بدعة الإسعاد) وهى من عوائد الجاهلية في مآتمهم وقد نهى عنها الدين الحنيف ولكنها أعيدت هذه الأزمان وانتشرت بين النساء حتى صارت من السنن المألوفة، فتراهن يسرعن لمساعدة صاحبة الميت في النوح والبكاء ولا يعرفن في التعزية غرضًا سوى ذلك، وتصير المساعدة دينًا في ذمة المرأة المصابة، ترى وجوب تأديته لكل من ساعدها، وذلك محظور ينهى عنه الشارع، روى النَّسَائِيّ عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ على النساء حين بايعهن ألا ينحن، فقلن: يا رسول الله إن نساء أسعدننا في الجاهلية أفنسعدهن؟ فقال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "لا إسعاد في الإسلام". والإسعاد: إعانة النساء بعضهن بعضًا في النياحة بموت الميت، وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: لما مات أبو سلمة قلت: غريب وفى أرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدنى فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"أتريدين أن تدخلى الشيطان بيتًا أخرجه الله منه"(مرتين) فكففت عن البكاء فلم أبك. رواه مسلم. غريب وفى أرض غربة معناه: أنه من أهل مكة