وظاهر القرآن أيضًا أن الليلة التى يفرق فيها كل أمر حكيم هى ليلة القدر لا ليلة النصف من شعبان، وظاهره أيضًا أن المحو والإثبات في قوله تعالى:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}(١) ليس المراد به محو الشقاوة والحرمان وإقتار الرزق وإثبات ضدها، وإنما المراد المحو والإثبات في الشرائع بالنسخ والتبديل، فإنه الذى يقتضيه سياق الكلام، وقد روى هذا البيهقي في "المدخل" وغيره عن ابن عباس وابن جرير عن قتادة، واختاره المحقق الألوسى وقال: إنه المناسب للمقام.
ثم يشير على الناس بدعاء من الأدعية المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة، ويرغبهم في الاستقلال به مع حضور القلب وخصوصًا في وقت السحر، وبذلك يسهل نقل الناس إلى السنة تدريجًا.
وإليك شيئًا من الأدعية المأثورة:
عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:"اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" رواه مسلم، وعن طارق بن أشيم رضي الله عنه قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات:"اللهم اغفر لي وارحمنى واهدنى وعافنى وارزقنى"، وفى رواية له عن طارق أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتاه رجل فقال: يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربى؟ قال: قل: "اللهم أغفر لي وارحمنى وعافنى وارزقنى فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك"، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"اللهم أصلح لي دينى الذى هو عصمة أمرى وأصلح لي دنياى التى فيها معاشى وأصلح لي آخرتى التى فيها معادى واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر" رواه مسلم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان من دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك" رواه مسلم إلى غير ذلك ممَّا في الصحيحين وغيرهما.
فيصح للمرشد أن يعلم الناس بعض هذه الأدعية، أو يدعو أمامهم بدعاء يجمع هذه الأدعية كلها وهم يؤمنون على دعائه، فذلك أقرب إلى